الحمد لله و صلى الله و سلم و بارك على عبده و رسوله محمد و على آله و صحبه أجمعين
خاتمة دروس الإيمان بالرسل
حول آثار عقيدة الإيمان بالرسل و ثمراتها
إن إبراز (آثار العقيدة و ثمراتها) خاصية عظيمة ينبغي الاعتناء بها؛ فالعقيدة ليست متناً يُحفـظ أو يُستشرَح فحسب، ثم تبقى معرفة ذهنية لا أثر لها في حياة الفرد و الأمة! كلا، فكل مسألة من مسائل الاعتقاد لا بد و أن يتبعها ذكر ثمارها...
للإيمان بالرسل ثمرات جليلة منها:
الأولى: العلم برحمة الله تعالى و عنايته بعباده حيث أرسل إليهم الرسل ليهدوهم إلى صراط الله تعالى و يبينوا لهم كيف يعبدون الله، لأن العقل البشري لا يستقل بمعرفة ذلك.
الثانية: شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى.
الثالثة: محبة الرسل عليه الصلاة والسلام و تعظيمهم و الثناء عليهم بما يليق بهم لأنهم رسل الله تعالى و لأنهم قاموا بعبادته و تبليغ رسالته و النصح لعباده.
== فصل ==
ورثة الأنبياء الرسل
جعل الله الآصرة التي يتجمع عليها البشر هي الآصرة المستمدة من النفخة الإلهية الكريمة. جعلها آصرة العقيدة في الله.. فعقيدة المؤمن هي وطنه، و هي قومه، و هي أهله.. و من ثم يتجمع البشر عليها وحدها، لا على أمثال ما تتجمع عليه البهائم من كلأ و مرعى و قطيع و سياج !..
و المؤمن ذو نسب عريق، ضارب في شعاب الزمان. إنه واحد من ذلك الموكب الكريم، الذي يقود خطاه ذلك الرهط الكريم: نوح و إبراهيم و إسماعيل و إسحاق، و يعقوب و يوسف، و موسى و عيسى، و محمد.. عليهم الصلاة والسلام.. و إن هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاتقون..
هذا الموكب الكريم، الممتد في شعاب الزمان من قديم، يواجه مواقف متشابهة، و أزمات متشابهة، و تجارب متشابهة على تطاول العصور و كر الدهور، و تغير المكان، و تعدد الأقوام. يواجه الضلال و العمى و الطغيان و الهوى، و الاضطهاد و البغي، و التهديد و التشريد. و لكنه يمضي في طريقه ثابت الخطو، مطمئن الضمير، واثقا من نصر الله، متعلقا بالرجاء فيه، متوقعا في كل لحظة وعد الله الصادق الأكيد: و قال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا. فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين، ولنسكننكم الأرض من بعدهم. ذلك لمن خاف مقامي و خاف وعيد.. موقف واحد و تجربة واحدة. و تهديد واحد. و يقين واحد. و وعد واحد للموكب الكريم.. و عاقبة واحدة ينتظرها المؤمنون في نهاية المطاف. و هم يتلقون الاضطهاد و التهديد و الوعيد..
و ورثة الرسل يرثون علمهم و منهاجَهم، لأنه لا بد للدين الذي كتب له البقاء من حَمَلَة يحملونه و يبلغونه للناس، فكان هؤلاء الورثةُ و الحملة هم العلماء و الدعاة إلى الله – عز وجل - ؛ إذ لا تتم وراثة الرسل -الذين لم يُورِّثوا درهماً ولا ديناراً- بالانتساب الطيني، و إنما بتحصيل العلم الذي جاؤوا به من لدن حكيم خبير، والعمل به ظاهراً وباطناً، والدعوة إليه بالحكمة و الموعظة الحسنة، و المجادلة بالتي هي أحسن.
*****
و الله أعلم
سبحانك اللهم و بحمدك.. نشهد أن لا إله إلا أنت.. نستغفرك و نتوب إليك.
يتبع إن شاء الله الدرس القادم الإيمان باليوم الآخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق