الجمعة، أغسطس ٠٨، ٢٠٠٨

الصلاة - 12

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين

سؤال الدرس: اذكر ثلاثة من آداب المشي إلى الصلاة ؟ وماذا يقول من خرج من بيته قاصدا الصلاة أو غيرها ؟

باب صفة الصلاة

يقول المؤلف رحمه الله تعالى ( وإذا قام إلى الصلاة قال الله أكبر يجهر بها الإمام وبسائر التكبير ليسمع من خلفه ويخفيه غيره، فيرفع يديه عند ابتداء التكبير إلى حذو منكبيه أو إلى فروع أذنيه ويجعلهما تحت سرته ويجعل نظره إلى موضع سجوده ثم يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ثم يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ولا يجهر بشيء من ذلك لقول أنس - رضي الله عنه – ( صليت خلف - النبي صلى الله عليه وسلم – وأبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم- فلم أسمع أحداً منهم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ثم يقرأ الفاتحة ولا صلاة لمن لم يقرأ بها إلا المأموم فإن قراءة الإمام له قراءة )


قال الله تعالى: "فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا"

قال المفسرون " العمل لا يقبل حتى يكون خالصا صوابا " الخالص ما كان لوجهه فقط والصواب ما وافق السنة

وقال صلى الله عليه وسلم "صلوا كما رأيتموني أصلي"

ولذلك , فهذا أهم أبواب الصلاة وهو بيان الكيفية التي تؤدى بها هذه الصلاة من أولها إلى نهايتها :

فأما أدلة الإخلاص فهي معلومة، وسبق الكلام عليها,

وأما المسألة الثانية وهي مسألة الصفة : فلابد أن تؤدى العبادة على وجهها الصحيح كما جاءت في الشرع، كما دل عليها كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم – يدل على ذلك حديث عائشة - رضي الله عنها – ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) فلابد أن يجعل المسلم ميزاناً وهو يريد أداء الصلاة أن يستحضر النية الخالصة لله - عز وجل – وأن يحرص على أداء الصلاة على وجهها الصحيح.

ليس من حق أحد كائناً من كان أن يقول أنا سأجتهد وأزيد في الصلاة , لا فيما يتعلق بآياتها ولا فيما يتعلق بعدد ركعاتها ولا فيما يتعلق بالذكر الذي يقال فيها ولا فيما يتعلق بأي أمر ليس له محدث فيها صفة أو يزيد في صفتها ما لم يرد في الشرع وهذا هو معنى الموافقة والاتباع .

الهيئة : هي صفة الصلاة بغض النظر عن كون المصلي إماماً أو مأموماً وسواء كان في المسجد أو في غيره وسواء كان رجلاً أو امرأة وما ينطبق على الرجال ينطبق على النساء إلا ما دل الدليل على استثنائه وإلا فالأصل حكم عام للجنسين .

مما يتحدث عنه الفقهاء قبل البدء في وصف الصلاة أمر مهم تسوية الصفوف.

وحكم تسوية الصفوف واجب وقد كثرت الأحاديث التي تدل على وجوب تسوية الصف بل ورد الوعيد الشديد على من لم يقم الصف، على عدم التسوية ولهذا جاء في الحديث ( عباد الله لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) هذا وعيد لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم، والحديث متفق عليه .

التسوية لها معاني:

أولاً: التسوية بالمحاذاة : يعني ألا يكون واحد متقدم وواحد متأخر وإنما يكونون جميعاً على خط مستقيم واحد، والنظر إلى العقب لا إلى نهاية أطراف الأصابع، وهذا من الأمور التي يخطئ فيها كثير من الناس، كثير من الناس ينظر بعضهم إلى أطراف الأصابع فيساوون بالأصابع فيسوون أو يتحاذون بالأصابع والواجب هو التسوية بالأعقاب .

لأن العقب هو عمود الجسم إنما الأصابع تختلف ممن هو قدمه طويلة ومنهم المتوسطة .

وبعض المساجد يضعون خطا مستقيما أو شيء دقيق يضبط الصفوف لكن لو نظرت لوجدت بعضهم داخلا وبعضهم خارجا ولو كانت المحاذاة بالأعقاب لانتظم الصف انتظاماً دقيقاً وفي الحديث الصحيح : ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يأمر بتسوية الصفوف ويعدل الصفوف حتى رآنا أنا قد عقلنا عنه فخرج يوماً فرأي رجلاً بادياً صدره في الصف - بادياً صدره في الصف يعني بارز متقدم قليلاً- فقال ( عباد الله لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ).

ثانيا: التراص بالصفوف والمرجع في التراص إلى المنكب والكعب، والمقصود بالتراص في الصفوف ألا يترك فرجا, ليس المقصود الضغط الشديد بين المصلين أو مضايقة بعض المصلين لبعض وإنما المقصود ألا يكون هناك مسافات واسعة أو مكان للمرور وفراغات كما جاء في الحديث ( لا تدعوا فرجاً للشيطان ) .

ملحوظة: يظن بعض الناس أنه لكي تتحق المساواة بهذا المعني أنه يجب إلزاق العقب بالعقب أو الكعب بالكعب , وهذا غير صحيح بل هو تنطع وتكلف لم يرد به الشرع ولكن المقصود هنا التقارب بالكعب والعقب أو الكعب وليس الإلصاق او تلامس الأصابع فهذا ليس عليه دليل صحيح.

ثالثا: إكمال الصف الأول فالأول , وهذا أيضاً أمر مهم ومما يخطئ فيه كثير من الناس اليوم , وفي الحديث الصحيح ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه ) يعني التقدم إلى الصف الأول مجال للمنافسة , بحيث لو اختلف المتنافسان وتنازعا أيهما يقدم في الصف الأول لأنه لا يوجد إلا مكان واحد فطريق الحل لهذا النزاع هو القرعة لأن القرعة طريق شرعي لفض النزاع عند التساوي في الحقوق .

ولهذا نخطئ كثيراً حينما نأتي والصف الأمامي الصف الأول خالي أو فيه فراغات كثيرة ومع ذلك يقف المصلون في الصف الثاني والثالث أو في وسط المسجد وهذا في الحقيقة من الخسارة الكبيرة.

رابعا : الدليل هو الإمام , وأعني بذلك أن بداية الصف تكون من وراء الإمام ويتسع الصف بعد ذلك يمينا ويسارا , ولذلك ربما تدخل المسجد وفيه الصف الأول خلف الإمام ليس فيه إلا و ثلاثة ثم تجد البعض إلى يمين الصف يصلون , وهذا تفريط في الفضل.

فهذه أربعة أمور يجب مراعاتها في مساواة الصفوف

يقول المؤلف : ( إذا قام إلى الصلاة قال الله أكبر) وهذه تكبيرة الإحرام.

وتكبيرة الإحرام أمرها ليس بالهين

أولاً: أنها ركن من أركان الصلاة ركن من أركان الصلاة .

ثانياً: الحرص في المحافظة على إدراكها مع الإمام فيه فضيلة وجاء في الحديث أنه براءة من النار.

ثالثا: لابد أن تكون بهذه الصيغة الله أكبر قالوا ولا يجزئ غيرها مكانها وإن كان يؤدي معناها يعني ما ينفع أن تقول الله الأعظم، مع أن الله هو الأكبر يعني الله أكبر الله أعظم، قالوا لا يجزء غيرها مكانها أولاً لمحافظة الرسول - صلى الله عليه وسلم – على ذلك ولأنه لم يرد ما يدل على استخدام غير هذا اللفظ، وبعض أهل العلم قالوا يجزئ ما يؤدي معناها ولكن الأولى والأرجح هو أنه لا يجزئ غيرها .

وينبغي أن تؤدى على هذه الصفة، الله أكبر وبعض الناس يخطئ في صيغة هذا التكبير فيمد ألف الله أكبر حتى تصبح على شيغة الاستفهام ، يعني كأنك تسأل هل الله أكبر من غيره أو لا ؟ !!

بعضهم يقول الله أكبار، وهذا كثير منتشر , وأكبار جمع كبر وهو الطبل، وهذا خطأ فاحش !!.

قال رحمه الله ( ويخفيه غيره ) غير الإمام وهو المأموم والمنفرد .

مسألة : هل يشرع للمنفرد أن يجهر في القراءة، أو التكبير ؟ أو أن الجهر خاص بالإمام ؟

بعض أهل العلم قالوا الجهر خاص بالإمام والمأموم والمنفرد لا يجهران بذلك وهو المفهوم من كلام المؤلف قال ويخفيه يعني غير الإمام وغير الإمام هو المأموم المنفرد .

وبعضهم قال لا ، الجهر بالقراءة في مواضع الجهر يشمل الإمام والمنفرد أيضاً إلا إذا كان عنده شيء يشوش عليه فينبغي أن يجهر جهراً خفيف . ولعله الأرجح.


قال ( ويرفع يديه عند ابتداء التكبير إلى حذو منكبيه أو إلى فروع أذنيه ) يعني عند تكبيرة الإحرام يرفع يديه ممدوتين ويجعلهما حيال منكبية الكتفين أو حيال الأذنين والمسافة متقاربة، يعني ورد حيال الكتفين وورد أنه حيال الأذنين ولكن المسافة متقاربة والأمر في هذا واسع , وفى العبادات ولا سيما في الصلاة وردت هيئات متعددة الخلاف فيها تنوع وليس خلاف تضاد .

وقد سبق معنا قاعدة وردت عدة مرات نذكر بها وهي أن العبادات الواردة على أكثر من كيفية يستحب أن نأتي بجميع الكيفيات بهذه تارة وهذه تارة أخرى.

كما في صيغ التشهد الواردة وأدعية الاستفتاح وأدعية الركوع والسجود ونحو ذلك ومثله كثير.


وللحديث بقية في الأسبوع القادم إن شاء الله



هناك ٤ تعليقات:

Unknown يقول...

جزاكم الله كل خير ونفعكم ونفع بكم وزادكم علما وفقها
--
من الاخطاء ايضا في تسوية الصف هو وجود اطفال في منتصف الصف ,مما يجعلهم يتحركون كثيرا فلا يلتفت الصف بذلك
--
وفي تكبيرة الاحرام يلحظ ان بعض الناس عندما يأتي متأخر الي الصلاة والامام راكع يسرع لكي يلحق الركوع مع الامام فلا يقوم بتكبيرة الاحرام فلا اعرف ما حكم ذلك
وجزاكم الله كل خير

(المهاجر الى الله) يقول...

ادعوك لزيارة مدونتى المتواضعة والمساهمة بارائك وملاحظاتك وتعليقاتك
www.eyuon.blogspot.com
وشكرا

أبوعمر يقول...

أخي الفاتح الجعفري :
جزاك الله خيرا على تعليقاتك المفيدة وكلامك صحيح فعلا

ولنا عودة ان شاء وتفصيل في مسألة صلاة الصبيان مع الرجال
وكذلك مسألة الإسراع لإدراك الركوع بل وإدراك الركعة بالركوع

أبوعمر يقول...

أخي طارق مدونتك قيمة جدا
وسأحرص إن شاء الله على مطالعتها من وقت لآخر

أخي الفاتح: مدونة العلمانية مدونة فخمة ورائعة أرجو منك الاستمرار وجأن تجعل منها موسوعة شاملة للرد على العلمانية
ويا حبذا لو أضفت لنا فيها نقولات من نقولات المتخصصين في الردود على العلمنية مثل صلاح الصاوي ومحمد قطب وسفر الحوالي والمسيري رحمه الله وغيرهم ونفع الله بك الإسلام والمسلمين