الاثنين، يوليو ٢٨، ٢٠٠٨

الصلاة - 11

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أعتذر لكم عن الانقطاع بسبب الإجازة الصيفية وعدم توافر الإتصال بالإنترنت معظم الوقت
ونواصل المسيرة بعون الله تعالى

ولأخينا الفاضل المثابر محمد عبدالمنعم حفظه الله وأثابه , كل الشكر والتقدير على تحملنا طوال فترة الانقطاع وقيامه بالمهمة خير القيام

سؤال اليوم: للصلاة ستة شروط , اذكرها باختصار .

انتهينا من بيان شروط الصلاة ونبدأ في بيان

باب جميل وممتع من أبواب كتا ب الصلاة وهو باب :

آداب المشي إلى الصلاة



يقول المؤلف رحمه الله تعالى " يستحب المشي إلى الصلاة بسكينة ووقار ويقارب بين خطاه ولا يشبك أصابعه"

من خلال ما كتبه العلماء رحمهم الله في هذا الباب نجد أنه يشرع للمسلم حينما يريد أداء هذه الصلاة في المسجد ما يأتي :

أولاً التطهر: الاستعداد للصلاة بالطهارة مع إحسان الوضوء وإسباغه وهذا شرط كما سبق شرط من شروط صحة الصلاة أنه يشترط لصحة الصلاة صحة الطهارة بالوضوء إذا كان عليه حدث أصغر أو بالاغتسال إذا كان عليه حدث أكبر وقد جاء في الأحاديث ما يشير إلى العناية بإحسان الطهارة بإسباغ الوضوء ومنه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه – أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال ( صلاة الرجل في جماعة تضاعف على صلاته في بيته وفى سوقه خمساً وعشرين ضعفاً وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة ) وفي رواية ( لا ينهزه إلا الصلاة، لم يخطو خطوة إلا رفع بها درجة وحط عنه به خطيئة وإذا صلي لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه ما لم يحدث فيه ما لم يؤذي فيه اللهم اغفر له اللهم ارحمه ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة ).

وإحسان الوضوء أي إسباغ الوضوء يعني أداء الوضوء على الوجه الأتم والأكمل مع استحضار النية عند هذا الوضوء بأنه يريد به رفع الحدث يريد به الطهارة لأداء هذه الصلاة العظيمة .

ثانيا: الإخلاص: استحضار الإخلاص في أداء هذه الصلاة من حين الابتداء بالطهارة وحين الخروج من البيت وفى الطريق وفي دخول المسجد ثم حين أداء هذه الصلاة لابد أن يستحضر المسلم الإخلاص في أداء هذه العبادة .

والإخلاص كما هو معلوم, شرط من شروط قبول العمل، والنية يمكن أن تجعل قسمين نية للمعمول له ونية العمل ذاته .

نية العمل التي هي قصد الطهارة، قصد الوضوء وبهذه النية يفرق بين الواجب وبين المستحب وبين العبادات بعضها البعض كما سبق .

أما نية المعمول له هو المقصود بالإخلاص، يعني أن تقصد بعملك , بطهارتك و بصلاتك و بعباداتك وجه الله - تبارك وتعالى – لا لقصد آخر أو لغرض آخر من أغراض الدنيا .

ومما يدل على هذا في حديث أبي هريرة السابق أنه قال لا يخرجه إلا الصلاة، لا ينهزه إلا الصلاة، يعني لن يخرج إلى الصلاة أشراً ولا بطراً ولا رياء ولا سمعه ولا من أجل مصالح دنيوية وإنما يقصد بذلك أداء هذه العبادة ابتغاء مرضات الله وامتثالاً لأمر الله وحرصاً على نيل الفوائد والمنفاع العظيمة التي رتبت على هذه الصلاة وأيضاً، الفوائد والمنافع العظيمة التي رتبت على أداء هذه الصلاة في المسجد .

ثالثا : التبكير إلى الصلاة: ليدرك فضيلة انتظار الصلاة وليدرك دعاء الملائكة له وليضمن إدراك تكبيرة الإحرام وفى كل من ذلك ورد ما يدل عليه وفيه فضائل ومنافع .

التبكير ذاته مطلب لما يترتب عليه من الفوائد والفضائل ومن هذه الفوائد والفضائل فضيلة انتظار الصلاة في المسجد ولا يزال المسلم في صلاة ما انتظر الصلاة مع أنه يكتب له من الأجور العظيمة والثواب ما يكتب له لو كان يصلي خلال انتظار الصلاة وهذا للأسف الشديد فضيلة يقصر فيها كثير من المسلمين , فتجد الكثير منا لا يخرج من بيته بل بعضنا لا يباشر عملية الوضوء إلا حين يسمع الإقامة هذا هو الواقع، هذا هو واقعنا للأسف الشديد أننا لا نتهيأ للصلاة مبكرين .

ولهذا يترتب على هذا التأخير وعدم الذهاب إلى المسجد كما أننا لا نحسن الوضوء مع العجلة لما يسمع الإنسان الإقامة لابد أن يستعجل من أجل أن يدرك ويترتب على هذا عدم إتمام الوضوء على الوجه الأكمل وربما يترتب على هذا الإخلال في إسباغ الوضوء.

رابعا: السكينة والوقار وهي من الآداب المهمة في أداب المشي إلى الصلاة فيشرع لمن يريد الذهاب إلى المسجد مقاربة الخطا، السكينة والوقار وعدم الإسراع والسبب في مقاربة الخطا لتكثر الخطا إلى المسجد لأن في كل خطوة يرفع درجة ويحط عنه خطيئة كما جاء في حديث أبي هريرة.

وفي الصحيح ( إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار ولا تسرعوا فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) . جاء في بعض الروايات ( ولا تسعوا فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ).

السكينة تعني التأني في المشي والوقار يعني الرزانة، وغض البصر وقلة الالتفات وظهور التواضع على الشخص وهو ذاهب إلى المسجد، هذه نقطة مهمة جداً ينبغي للمسلم ويشرع له وهو ذاهب إلى المسجد أن تظهر عليه هذه العلامات.


خامسا: دعاء الخروج من المنزل : وهذا مشروع في كل خروج يعني ليس فقط خاصاً في الخروج إلى الصلاة في المسجد وإنما يشرع عند كل خروج من المنزل، وهذا الدعاء هو (بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) رواه أبو داود والترمذي وصححه.

ثم يقول (اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي) ، رواه أبو داود والترمذي وصححه أيضاً .

ثم يقول (اللهم اجعل في قلبي نوراً وفى لساني نوراً واجعل في سمعي نوراً وفى بصري نوراً واجعل من خلفي نوراً ومن أمامي نوراً واجعل من فوقي نوراً ومن تحتي نوراً اللهم أعطنى نوراً) رواه مسلم.

يقول المؤلف (ويقول : بسم الله : { الذي خلقني فهو يهدين } الآيات إلى قوله : {إلا من أتى الله بقلب سليم } ويقول : اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة خرجت إتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)

الدعاء الذي ذكره المؤلف لم يثبت فقد ورد في حديث ولكنه حديث ضعيف، ولهذا الذي ينبغي للمسلم أن يحرص على الأذكاؤ الواردة ولاسيما في مجال العبادات أن يتقيد بما ثبت لأن أمر العبادات أمر توقيفي، يعني ليس لنا أن نحدث في أمر العبادات شيئاً من عند أنفسنا ولا نعتمد أيضاً في العبادات على أحاديث لم تثبت.


سادسا : تجنب تشبيك الأصابع : من حين يخرج إلى الصلاة حتى تنتهي الصلاة والدليل على هذا حديث كعب بن عجرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال ( إذا توضأ احدكم فأحسن الوضوء ثم خرج عامداً إلى المسجد فلا يشبكن يديه فإنما هو في صلاة ) الحديث أخرجه أبو داود، ولكن هذا الحديث قد ضعف ولكن له أصل صحيح أخرجه الدارمي والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي .

سابعا : تقديم الرجل اليمنى في الدخول إلى المسجد: مع قول الدعاء "أعوذ بالله العظيم ووجه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم اللهم افتح لي أبواب رحمتك".

وعند الخروج يقول "اللهم إني أسألك من فضلك"


ثامنا : تحية المسجد : فلا يجلس حتى يصلي ركعتين للحديث المتفق عليه ( إذا دخل المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ) .

ثم الاشتغال بالذكر الدعاء الاستغفار تلاوة القرآن الكريم مع عدم التشويش على المصلين وليتذكر وهو ينتظر الصلاة أنه في صلاة كما دل على ذلك حديث أبي هريرة الذي ذكرناه ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة .

هذا فيما يتعلق بآداب المشي إلى الصلاة سواء كانت هذه الآداب قولية أو كانت هذه الآداب فعلية تتعلق بالهيئة أو تتعلق المشي والدخول .


هذا خلاصة ما ذكره المؤلف في هذا الباب (باب آداب المشي إلى الصلاة)
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا وحبيبنا محمد والحمد لله رب العالمين

هناك تعليقان (٢):

محمد عبد المنعم يقول...

الله أكبر ولله الحمد، و الله أحبك في الله يا شيخ حازم

أبوعمر يقول...

أحبك الله يا أخي العزيز
نزلت مصر وكنت أريد أن أراك لكن - قدر الله وما شاء فعل - إن شاء الله الإجازة القادمة