الأحد، مايو ٠٤، ٢٠٠٨

عقيدة -28 الإيمان بأخبار الكتب (ملحق 1)

الحمد لله و صلى الله و سلم و بارك على عبده و رسوله محمد و على آله و صحبه أجمعين – هذا الملحق و الذي بعده بحث مختصر عن البشارات بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم و بعثته في التوراة و الإنجيل ... بناء على طلب عزيز من أخي في الله و أستاذي الفاضل حازم ... نفعنا الله بها..

الإيمان بأخبار الكتب (ملحق 1)

بين يدي البشارات: ملاحظات متعلقة بطبيعتها و تفسيرها

دعونا نطرح بعض التساؤلات:

س: هل كل ما في هذه الكتب مُـحرف و مُـبدل؟

ج: مع إيماننا بأن ما بين أيدي أهل الكتاب من اليهود و النصارى من الكتب ليس هو الكتاب الذي أنزله الله تعالى وحيا على موسى و عيسى عليهما السلام، و رغم ما وقع فيهما على أيدي الأتباع من كتمان و تحريف (كما ذكرنا في الدرس الماضي)، فهم يلبسون الحق بالباطل و يخلطونه به بحيث لا يتميز الحق من الباطل، و يكتمون الحق و يخفونه و يحرفون الكلم عن مواضعه لفظا و معنى، و يلوون ألسنتهم بالكتاب ليلبسوا على السامعين اللفظ المنزل بغيره، رغم هذا كله فإن إشارات كثيرة لا تزال بين طيات هذه الكتب، تحمل النبوءات و البشارات بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم...

س: ما هي الحكمة من بقاء مثل هذه النصوص على حالها، و لماذا لم تٌحَرف هي الأخرى و يتم تبديلها أو التلاعب في معانيها؟

ج: كأن الله تعالى أبقاها ليخزيهم و يظهر ما هم عليه من باطل و لتقوم عليهم الحجة من كتبهم التي يقدسونها، و لما كثرت هذه البشارات و ما استطاعوا كتمانها كلها أخذوا يحرفون فيها و يؤولون تأويلات باردة ليصرفوها عن معناها الحقيقي الدال على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم و ليجعلوا بعضها خاصا بعيسى عليه السلام!

س: ما هي أنواع هذه البشارات؟

ج:

النوع الأول: ما يكون إشارات مجملة -غالبا- و لا تنطق باسمه صلى الله عليه وسلم و اسم بلده مثلا، بل تذكر صفته و نعته و نعت أمته و مخرجه، و شيئا من صفات دعوته و رسالته و ثمراتها، و يكون في هذا أبلغ دلالة على المطلوب من ذكره باسمه الصريح، و إن كان هذا الإخبار مجملا غير واضح عند العوام من الناس فإنه يصير عند الخواص جليا بواسطة القرائن التي تحف به، و قد يبقى خفيا عليهم أيضا لا يعرفون مصداقه إلا بعد ادعاء النبي اللاحق أن النبي المتقدم أخبر عنه صدق ادعائه بظهور علامات النبوة و المعجزات على يديه.

النوع الثاني: ما يكون تفصيلا تاما بالاسم الصريح للنبي و بلده... إلخ، و هذا يتفق مع ما حكاه الله تعالى على لسان بعض أنبيائه في القرآن الكريم من البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم...

س: ما الرد على من يدعي من أهل الكتاب أنهم (ما كانوا ينتظرون نبيا آخر غير عيسى و إيلياء)، و لذلك - بزعمهم - (لا تنطبق البشارات على محمد عليه الصلاة والسلام)، إذ عندهم (عيسى هو خاتم الأنبياء)؟

ج: هذا زعم باطل و ادعاء لا أصل له، بل كانوا ينتظرون نبيا جديدا غيرهما، يدل على ذلك ما جاء في إنجيل يوحنا: "و هذه هي شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة و لاويين ليسألوه: من أنت؟ فاعترف و لم ينكر، و اعترف: إني لست أنا المسيح، فسألوه: إذن ماذا، أإيليا أنت؟ فقال: لست إياه، فسألوه: أنت النبي؟ فأجاب: كلا. فقالوا له: من أنت؟ لنعطي جوابا للذين أرسلونا، ماذا تقول عن نفسك؟ قال: أنا صوت صارخ في البرية، قوموا طريق الرب كما قال أشعياء النبي" (إنجيل يوحنا، الفصل الأول، رقم 19- 23 طبع الكاثوليكية بيروت، ص155).

فعلماء اليهود المعاصرين لعيسى عليه السلام سألوا يحيى عليه السلام: أولا هل أنت المسيح؟ و لما أنكر سألوه: أنت إيلياء؟ و لما أنكر سألوه: أنت النبي؟ أي النبي المعهود الذي أخبر به موسى، فـعـُـلِـم أن هذا النبي كان منتظرا قبل المسيح و إيلياء، و كان مشهورا بحيث لم يكن محتاجا إلى ذكر الاسم، بل الإشارة إليه كافية.

و إذا كانوا ينتظرون نبيا آخر غير عيسى و إيلياء، فيعلم من هذا قطعا أن عيسى عليه السلام ليس خاتم الأنبياء، ثم إنهم يعترفون بنبوة الحورايين و بولس، بل بنبوة غيرهم أيضا، فكيف يكون عيسى خاتم الأنبياء بزعمهم؟! (راجع: إظهار الحق للشيخ رحمة الله 505 - 507).

س: لماذا لم تتفق النسخ المتداولة لكتب أهل الكتاب، لا في العصر الواحد و لا في العصور المختلفة؟

ج: من عادة أهل الكتاب، سلفا و خلفا، أنهم يترجمون - غالبا - الأسماء في تراجمهم و يوردون بدلها معانيها، و تارة يزيدون شيئا بطريق التفسير في الكلام، دون إشارة إلى هذه الزيادة، و هذا يجعل الأسماء المترجمة محرفة و غامضة، و في كتبهم شواهد كثيرة على ذلك، فلا عجب إذن أن يحرفوا و يبدلوا اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بلفظ آخر، بحيث يخل ذلك بالاستدلال، جريا على عادتهم السالفة و عنادا و جحودا.

و لذلك لم تكن النسخ المتداولة لكتبهم متفقة، إذ قد يوجد في نسخة ما لا يوجد في غيرها، و من هنا نجد نقولات من تراجم كتبهم التي كانت متداولة في العصور السالفة، نقلها علماء أعلام من المسلمين ليحاجوا أهل الكتاب، قد لا نجدها موافقة في بعض الألفاظ أو في كثير منها للتراجم المشهورة الآن، بسبب ذلك التغيير في الترجمة و التحريف فيها.

فمثلا، ناقش الإمام ابن حزم النصارى و نقل نصوصا كثيرة عنهم من الأناجيل، في كتابه الفصل في الملل، ليبين تضاربها و تناقضها مع بعضها، و كذلك فعل شيخ الإسلام ابن تيمية و تلميذه العلامة ابن القيم، و الإمام الغزالي و القرطبي، و أبو عبيدة الخزرجي، و غيرهم من العلماء، نقلوا نصوصا من كتب النصارى قد لا نجدها موافقة في ألفاظها للإنجيل الموجود عندهم حاليا!. (انظر: إظهار الحق 511- 518، وراجع: الفصل في الملل لابن حزم 2 \ 69- 75، الجواب الصحيح لابن تيمية 4 \ 6-12. هداية الحيارى 559- 562، والرد الجميل للإمام الغزالي، وبين الإسلام والمسيحية للخزرجي، والإعلام للقرطبي).

== فصل ==

أولا: من البشارات في التوراة (العهد القديم):

البشارة الأولى:

"و هذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته"، فقال:

"جاء الرب من سيناء ، و أشرق لهم من ساعير ، و تلألأ من جبل فاران" (سفر التثنية: الإصحاح (33) الفقرات (1-2)).

"أقبل الرب من سيناء، و أشرق لهم من ساعير و تجلى من جبل فاران، و أتى من ربى القدس، و عن يمينه قبس شريعة لهم" (العهد العتيق، سفر تثنية الاشتراع الفصل 33 فقرة (2) ص355، طبع الكاثوليكية. وفي الترجمة التي نقلها شيخ الإسلام: "تجلى الرب من سيناء، وأشرق لنا من ساعير، واستعلن من جبال فاران ومعه ألوف الأطهار وفي يمينه سنة من نار").

في هذا النص إشارة إلى ثلاث نبوات:

الأولى: نبوة موسى عليه السلام التي تلقاها على جبل سيناء.

الثانية: نبوة عيسى عليه السلام، و ساعير هي قرية مجاورة لبيت المقدس ، حيث تلقى عيسى عليه السلام أمر رسالته.

الثالثة: نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، و جبل فاران هو المكان الذى تلقى فيه - عليه الصلاة والسلام - أول ما نزل عليه من الوحي، وفاران هي مكة المكرمة مولد و منشأ و مبعث محمد صلى الله عليه وسلم.

و لم يقتصر ورود ذكر " فاران " على هذا الموضع من كتب العهد القديم ، فقد ورد فى قصة إسماعيل عليه السلام مع أمه هاجر حيث تقول التوراة: إن إبراهيم عليه السلام استجاب لسارة بعد ولادة هاجر ابنها إسماعيل وطردها هى وابنها فنزلت وسكنت فى " برية فاران " (سفر التكوين (21 - 21)).

ليست " فاران " إلا " مكة المكرمة " و باعتراف الكثير منهم ، و جبل فاران هو جبل " النور " الذى به غار حراء ، الذى تلقى فيه رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم بدء الوحى.

وترتيب الأحداث الثلاثة فى العبارة المذكورة: (جاء من سيناء - وأشرق من ساعير - وتلألأ من فاران)... هذا الترتيب الزمنى دليل أيضا على أن " تلألأ من جبل فاران " تبشير قطعى برسول الإسلام صلى الله عليه وسلم.

(انظر بالتفصيل عن هذه البشارات، وبشارات أخرى في التوراة: الجواب الصحيح 3 \ 300 -314، هداية الحيارى 526 -530، 542- 543، إظهار الحق 519 - 531، بين الإسلام والمسيحية للخزرجي 260 - 265، الإعلام للقرطبي 263 - 266).

== فصل ==

البشارة الثانية:

قول الله لموسى حسب ما تروي التوراة:

"أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك ، وأجعل كلامى فى فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ، ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي -الذى يتكلم به باسمي- أنا أطالبه" (سفر التثنية: الإصحاح (18) الفقرات (18 - 19)).

انظر بتوسع: ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد عليه الصلاة و السلام؟ - لأحمد ديدات رحمه الله

حدث هذا حسب روايات التوراة وعدا من الله لموسى فى آخر عهده بالرسالة ، و كان يهمه أمر بني إسرائيل من بعده ، فأعلمه الله - حسب هذه الرواية التوراتية - أنه سيبعث فيهم رسولا مثل موسى عليه السلام.

إن هذا النص ليس له محمل مقبول إلا البشارة برسول الإسلام صلى الله عليه وسلم:

فهذا النص المتنازع عليه (بين اليهود الذين يقولون أنه بشارة بيوشع أوصموئيل و النصارى الذين يقولون أنه بشارة بعيسى) يقيد البشارة بالنبى الموعود به فيه بشرطين:

أحدهما: أنه من وسط إخوة بنى إسرائيل.

وثانيهما: أنه مثل موسى عليه السلام صاحب شريعة و جهاد لأعداء الله.

و هذان الشرطان لا وجود لهما لا فى يوشع بن نون ، ولا فى صموئيل كما يدعي اليهود.

ولا فى عيسى عليه السلام كما يدعي النصارى.

أما انتفاء الشرط الأول فلأن يوشع وصموئيل وعيسى من بنى إسرائيل وليسو من وسط إخوة بنى إسرائيل. ولو كان المراد واحدا منهم لقال فى الوعد: أقيم لهم نبيا منهم.. ؟!

وأما انتفاء الشرط الثانى ، فلأن: لا صموئيل ولا يوشع ولا عيسى ابن مريم كانوا مثل " موسى " عليه السلام.

فموسى كان صاحب شريعة ، ويوشع وصموئيل وعيسى وجميع الأنبياء الذين جاءوا بعد موسى عليه السلام من بنى إسرائيل لم يكن واحد منهم صاحب شريعة ، وإنما كانوا على شريعة موسى عليه السلام. وحتى عيسى ما جاء بشريعة ولكن جاء متمما ومعدلا فشريعة موسى هى الأصل. إن عيسى كان مذكرا لبنى إسرائيل و مجددا الدعوة إلى الله على هدى من شريعة موسى عليه السلام !! فالمثلية بين هؤلاء – و هي أحد شرطي البشارة – و بين موسى عليه السلام لا وجود لها!

و لكن الشرطين متحققان فى رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم و بنفس القوة و الوضوح اللذين انتفى الشرطان بهما عمن ذكروا من الأنبياء:

فهو من نسل إسماعيل ، و إسماعيل أخو إسحق ، الذى هو أبو يعقوب المسمى إسرائيل. فهو من وسط إخوة بنى إسرائيل - بنو عمومتهم - وليس من إسرائيل نفسها. وبهذا تحقق الشرط الأول من شرطى البشارة.

ومحمد - عليه الصلاة والسلام - صاحب شريعة جليلة الشأن لها سلطانها الخاص بها - جمعت فأوعت - مثلما كان موسى - أكبر رسل بنى إسرائيل - صاحب شريعة مستقلة كانت لها منزلتها التى لم تضارع فيما قبل من بدء عهد الرسالات إلى مبعث عيسى عليه السلام، وبهذا يتحقق الشرط الثانى من شرطى البشارة وهو " المثلية " بين موسى ومحمد (عليهما صلوات الله وسلامه)...

== فصل ==

البشارة الثالثة:

تنسب التوراة إلى نبي يدعى "حبقوق" (من أنبياء العهد القديم ، وله سفر صغير قوامه ثلاثة إصحاحات) نصوصا كان يصلى بها. تضمنها الإصحاح الثالث من سفره. وهذا الإصحاح يكاد يكون كله بشارة برسول الإسلام صلى الله عليه وسلم. و هذه مقاطع منه:

"الله جاء من تيمان ، والقدوس من جبل فاران ـ سلاه ـ جلاله غطى السماوات. والأرض امتلأت من تسبيحه وكان لمعان كالنور له من يديه شعاع ، وهناك استتار قدرته.

قدامه ذهب الوبأ. وعند رجليه خرجت الحمى. وقف وقاس الأرض ، نظر فرجف الأمم ودكت الجبال الدهرية ، وخسفت آكام القوم.

مسالك الأزل

يسخط دست الأمم ، خرجت لخلاص شعبك ... سحقت رأس بيت الشرير معريا الأساس حتى العنق ... سلكت البحر بخيلك"..((3 ـ3 ـ15) مع الحذف).

دلالات هذه الإشارات:

لا يستطيع عاقل عالم بتاريخ الرسالات ومعانى التراكيب أن يصرف هذه النصوص على غير البشارة برسول الإسلام صلى الله عليه وسلم. فالجهتان المذكورتان فى مطلع هذا المقطع وهما: تيمان: يعنى اليمن ، وجبل فاران: يعنى جبل النور الذى بمكة المكرمة التى هى فاران، هاتان الجهتان عربيتان، و هما رمز لشبه الجزيرة العربية التى كانت مسرحا أوليا لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم.

فليس المراد إذن نبي من بنى إسرائيل ؛ لأنه معلوم أن رسل بنى إسرائيل كانت تأتى من جهة الشام شمالا. لا من جهة بلاد العرب. وهذه البشارة أتت مؤكدة للبشارة الأولى في هذا البحث.

و لو لم يكن فى كلام حبقوق إلا هذا " التحديد " لكان ذلك كافيا فى اختصاص بشارته برسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ومع هذا فقد اشتمل كلام حبقوق على دلائل أخرى ذات مغزى، منها:

منها: الإشارة إلى كثرة التسبيح حتى امتلأت منه الأرض.. ؟!

و منها: دكه صلى الله عليه وسلم لعروش الظلم والطغيان وقهر الممالك الجائرة.

و منها: أن خيل جيوشه ركبت البحر ، وهذا لم يحدث إلا فى ظل رسالة الإسلام.

== فصل ==

البشارة الرابعة:

قال داود في الزبور في نبوءة أشعياء: "سبحوا لله تسبيحا جديدا، و ليفرح بالخالق من اصطفى الله له أمته و أعطاه النصر، و سدد الصالحين منهم بالكرامة، يسبحونه على مضاجعهم، و يكبرون الله بأصوات مرتفعة، بأيديهم سيوف ذات شفرتين، لينتقم بهم من الأمم الذين لا يعبدونه" (نقل هذه البشارات الإمام ابن تيمية ونقلها بألفاظ قريبة منها الخزرجي ص256. وفي نبوءة أشعياء، الفصل الثاني والأربعين ص394-395، طبع الكاثوليكية. ''أنشدوا للرب نشيدا جديدا، تسبيحة له من أقاصي الأرض يا هابطي البحر ويا ملأه ويا أيتها الجزائر وسكانها، لتشد البرية ومدنها والحظائر التي يسكنها قيدار، وليرنم سكان الصخرة، وليهتفوا من رءوس الجبال''. وهذا يؤكد ما سبقت الإشارة إليه من الاختلاف الكبير في التراجم وتغيير كثير من المعاني مما يفقد الثقة بالكتاب).

هذه الصفات تنطبق على محمد صلى الله عليه وسلم و أمته:

فالتسبيحة الجديدة هي العبادة على النهج الجديد في الشريعة الإسلامية...

و تعميمها على سكان الأرض، قاصيها ودانيها، إشارة إلى عموم نبوته صلى الله عليه وسلم...

والمسلمون هم الذين يكبرون الله تعالى بأصوات مرتفعة في أذانهم للصلوات الخمس على الأماكن العالية، في الأذان وفي العيدين وعقيب الصلوات في أيام منى، وعلى القرابين والأضاحي، وعند رمي الجمار، وعلى الصفا والمروة، وعند محاذاة الحجر الأسود....

والمسلمون هم الذين يسبحون الله ويذكرونه قياما وقعودا وعلى جنوبهم...

وهم الذين بأيديهم سيوف ذات شفرتين ينتقم الله بهم من الأمم بالجهاد...

وليس ذلك لليهود ولا النصارى، فإن اليهود يجمعون الناس بالبوق والنصارى بالناقوس، ولا يرفعون أصواتهم بالتكبير لله تعالى، وقد كانوا مغلوبين بين الأمم، ولم يكن الجهاد مطلوبا من النصارى، على ما قال المسيح في كتبهم: "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر" (إنجيل متى 5 \ 39، 5 \ 40-44)....

ومن هي هذه الأمة التي سيوفها ذات شفرتين ينتقم الله بها من الأمم الذين لا يعبدونه؟ إنها الأمة المسلمة (انظر بالتفصيل: الجواب الصحيح 3 \ 314 وما بعدها، هداية الحيارى 545 - 548،، إظهار الحق 536 - 539، الإعلام للقرطبي 266 - 267، بين الإسلام والمسيحية 265- 266).

وفي ترجمة كتاب أشعياء إلى الأوردية، التي ترجمها القسيس أوسكان الأرمني، تصريح باسمه عليه الصلاة والسلام في الباب الثاني والأربعين، وقد جاءت هكذا: "سبحوا الله تسبيحا جديدا، وأثر سلطنة على ظهره، واسمه أحمد". وهذه الترجمة موجودة عند الأرامن (انظر: إظهار الحق 561 نقلا عن علي القرشي في كتابه: خلاصة سيف المسلمين، النبوة والأنبياء للمهندس أحمد عبد الوهاب ص158).

== فصل ==

البشارة الخامسة:

في نبوءة أشعياء: "فإنه هكذا قال لي السيد: اذهب أقم الرقيب و ليخبر بما يرى، فرأى ركبا أزواج فرسان، ركاب حمير و ركاب جمال، فأصغى إصغاء شديدا ثم صرخ كأسد: أيها السيد إني قائم على المرصد دائما في النهار و واقف على المحرس طوال الليالي، فإذا بركب من الرجال وأزواج فرسان قد أتوا، ثم عادوا قال: سقطت بابل وحطمت إلى الأرض جميع منحوتات آلهتها" (نبوءة أشعياء فصل 21 \ 6-9 وهي بألفاظ أخرى في كتاب أبي عبيدة الخزرجي 276).

فراكب الحمار هو المسيح عليه السلام، وراكب الجمل هو محمد صلوات الله وسلامه عليه، و هو أشهر بركوب الجمل من المسيح بركوب الحمار. و بمحمد صلى الله عليه وسلم و أمته سقطت بابل وعبادة الأصنام فيها، لا بالمسيح و لا بغيره، و لم يزل في إقليم بابل من يعبد الأوثان من عهد إبراهيم الخليل عليه السلام إلى زمان محمد صلى الله عليه وسلم و أمته، و بهما و بدعوته سقطت هذه الأصنام و انتهت (انظر: الجواب الصحيح 3 \ 323، هداية الحيارى 546، بين الإسلام والمسيحية 277).

== فصل ==

صدق الله العظيم إذ يقول: (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون) (البقرة:109)!

*****

و الله أعلم

سبحانك اللهم و بحمدك.. نشهد أن لا إله إلا أنت.. نستغفرك و نتوب إليك

يتبع إن شاء الله الدرس القادم تفصيل الإيمان بالكتب.

هناك تعليق واحد:

eid_551 يقول...

شىء جميل جدا
بارك الله فيكى وانتظر منكى الكثير