الجمعة، مارس ٢١، ٢٠٠٨

الصلاة - 1

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

كتاب الصلاة
قال المؤلف رحمه الله تعالى (روى عبادة بن الصامت - رضى الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: خمس صلوات كتبهن الله على العباد في اليوم والليلة, فمن حافظ عليهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة, ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له عند الله عهد إه شاء عذبه وإن شاء غفر له)
أصل معنى الصلاة في اللغة هو: الدعاء
قال تعالى" خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم " {التوبة} أى ادع لهم
أما شرعا : فهي التعبد لله بأقوال وأفعال معروفة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم
قال رحمه الله ( فالصلوات الخمس واجبة على كل مسلم عاقل, بالغ, إلا الحائض والنفساء)
حكمها: الصلاة فرض من فرائض الإسلام وركن من أركانه بل هي آكد الأركان بعد الشهادتين , فرضت قبل الهجرة بثلاث سنوات ليلة المعراج
و لا تسقط عن أحد بأي حال من الأحوال إلا ( الحائض والنفساء ) فتسقط عنهما الصلاة لا يجب قضاؤها إجماعا وقد سبق بيان ذلك في باب الحيض في آخر كتاب الطهارة.
قال( فمن جحد وجوبها لجهله عرَف ذلك, وإن جحدها عنادا كفر)
حكم تارك الصلاة
هنا مسائل مهمة :
1- من جحد وجوب الصلاة أي أنكر أن الصلاة فرض فهو كافر ولو صلى إجماعا لأن فيالإنكار تكذيب لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ودليل على أن التسليم والانقياد القلبي مفقود.
2- يستثنى من أسلم حديثا ولم يعرف شعائر الإسلام فهذا بعذر بجهله ويعرف.
2- أما تاركها تكاسلا مع إقراره بفرضيتها فقد اختلف العلماء في كفره
فمنهم من يرى أنه كافر خارج من ملة المسلمين ولهم أدلة كثيرة منها
- قوله تعالى " فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين" مفهوم الآية من لم يصل فليس أخا في الدين
- و قوله صلى الله عليه وسلم " بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة "
- وقوله صلى الله عليه وسلم " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر"
إلى غير ذلك من الأدلة وللإمام ابن القيم - رحمه الله - كتاب رائع في الصلاة وأحكامها وحكم تاركها,
وهذا القول هو المشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله وطائفة من الشافعية والمالكية
والجمهور من الأحناف والشافعية والمالكية والمشهور من هذه المذاهب الثلاثة , أن تارك الصلاة ليس بكافر وليهم أيضا أدلة على عدم كفره ومنها الحديث الذي ذكره المؤلف في أول الباب وفيه إشارة إلى اختياره.
لسنا هنا بصدد الترجيح في المسألة هل يكفر أم لا ؟ وهل يقتل حدا أم يقتل كفر أم لا يقتل ؟
فالخلاف في تكفير تارك الصلاة - خلاف سائغ وقوي ولا ينكر على من كفّر تارك الصلاة كما لا ينكر على من لم يكفَره
لان المسألة فيها نزاع قوي بين الفريقين والأدلة محتملة وقوية لكل من الفريقين
ولكني أذكر الخلاف لبيان خطورة ترك الصلاة وعظم هذه المسألة,
فإن المسلم إذا علم أن إسلامه - أي كونه مسلم أم كافر؟ مسألة محل خلاف قوي سائغ - بين أهل العلم فيجب عليه أن يحذر وينتبه لأمر الصلاة ويعلم أنها أهم أمور هذا الدين وشعاره وعماده.
يقول المؤلف رحمه الله تعالى (ولا يحل تأخيرها عن وقت وجوبها إلا لناو جمعها أو مشتغل بشرطها )
ذكرنا حكم تاركها والتفصيل فيه ثم تكلم المؤلف عن حكم تأخيرها عن وقتها وسيأتي التفصيل في مواقيت الصلاة في شروط الصلاة إن شاء الله تعالى
والتأخير له أحوال : -
1- من أخرها ناسيا يصليها حين يذكرها , إن أخرها نائما - غير متعمد أو متساهل - يصليها إذا استيقظ
2- من أخرها وهو مشتغل بشرطها فله ذلك و مثل ذلك : من أخرها لانه قد انقطع ثوبه فجلس يخيطه وقد خرج الوقت فإن صلى قبل أن يخيطه صلى عريانا وإن انتظر حتى يخيطه صلى مستترا .
3- من أخرها للجمع بين الصلاتين ليجوز ذلك وستأتي أحكام الجمع بين الصلاتين في صلاة أهل الأعذار ان شاء الله
4- من أخرها لغير هذه الأسباب فهذا محرم وهو آثم ويؤدي ما أخره ويتوب عن ذلك وهو كبيرة من الكبائر
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين

هناك تعليق واحد:

محمد عبد المنعم يقول...

و الله ربنا يكثر من أمثالك

نتعلم منك الثبات أستاذي الفاضل

ثبتك الله و رضي عنك


---

جزاك الله عنا خيرا