الأربعاء، يناير ٠٢، ٢٠٠٨

الطهارة - 16

بسم الله الرحمن الرحيم
أعتذر عن الانقطاع خلال فترة إجازة عيد الأضحى ونواصل المسيرة بحول الله وقوته
سؤال الدرس: اذكر المواضع التي يستحب فيها السواك.

يقول المؤلف رحمه الله تعالى: ( يجوز المسح على الخفين وما أشبههما من الجوارب الصفيقة التي تثبت في القدمين والجراميق التى تجاوز الكعبين في الطهارة الصغرى يوماً وليلة للمقيم وثلاثاً للمسافر من الحدث إلى مثله لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( يمسح المسافر ثلاثة أيام وليالهن والمقيم يوماً وليلة ) )
هذا الباب من الأبواب المهمة في أبواب الطهارة ومناسبة ذكر هذا الباب بعد باب الوضوء؛ لأن المسح يتعلق بالوضوء، من حيث أنه بدل عن غسل الرجلين في حال لبس الخف .ألم نقل أن من فروض الوضوء غسل الرجلين ؟إذا فرضنا أن الرجل ملبوس عليها خف أو جورب ونحو ذلك هل الغسل الآن وارد، الغسل غير وارد؛ لأن عندنا بدله المسح، فحيث أن المسح أصبح من أعمال الوضوء في حال لبس الخف ناسب أن يذكر بعد الوضوء المسح على الخفين في حالة ما إذا كان الإنسان لابساً للخفين ونحوهما وقت الوضوء.

مسألة : أيهما أفضل غسل الرجلين أم المسح على الخفين؟
قال العلماء : إذا كانت الرجلان مكشوفتان فالأفضل الغسل وإن كانتا مستورتين بخف أو نحوه فالأفضل المسح أي أن الإنسان لايتكلف غير حالته التي هو عليها , إن كان ساترا قدميه فليمسح وإن كان غير ذلك فليغسل.

ما المراد بالخفين؟
الخفان تثنية الخف يعني المفرد خف، والمراد ما يلبس على الرجل من الجلود، هذا هو الخف.فإذا كان الملبوس على الرجل من غير الجلد يعني إذا كان من القماش من الصوف أو من القطن أو نحو ذلك يسمى جورب.
حكم المسح على الخفين:
قال ( يجوز المسح على الخفين وما أشبههما ) المسح جائز بإجماع أهل السنة، ولم يخالف في ذلك إلا الروافض .وقد دل على جواز المسح الكتاب والسنة والإجماع .أما الكتاب فقول الله - تبارك وتعالى - في آية الوضوء ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ ﴾ [ المائدة:6]
وأرجلِكم بالكسر, وهنا قراءتان:
القراءة الأولى- المعروفة لدينا بالفتح كما ذكرنا في الدرس الماضي وهي قراءة حفص وأرجلَكم وغيرها أيضاً عليها كثير من القراء .
هناك قراءة أخرى وأرجلِكم بالجر وكلاهما قراءة سبعية .
قال أهل العلم من المفقهاء والمفسريت : إن قراءة الجر تدل على المسح وذلك بتنزيل كل قراءة على حال فقراءة النصب تنزل على حالة ما إذا كانت القدم مكشوفة فيجب فيها الغسل . وقراءة الجر تنزل على حالة ما إذا كانت القدم مستورة بالخف فرضها المسح .

أما من السنة فقد تواترت السنة معنىً في جواز المسح على الخفين
ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله: ليس في قلبي من المسح شئ فيه أربعون حديثاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بل أوصلها بعضهم إلى ما يزيد على سبعين حديثاً.

ومن أحاديث المسح:
1- حديث المغيرة ابن شعبة أنه كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فتوضأ ومسح على خفيه"
2- وحديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في مدة المسح ( جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أيام وليالهن للمسافر ويوماً وليلة للمقيم ) يعني في مدة المسح.

وهذا الحكم فيه رفع الحرج عن الأمة والتخفيف والتيسير مراعى في الشريعة عموماً وفى مواضع كثيرة في الطاهرة أو في الصلاة وفى الصيام وفى الحج وفى المعاملات.

ومن هذا الباب وغيره أخذ العلماء قاعدة وهي : المشقة تجلب التيسير

وهذه قاعدة كلية كبرى من قواعد هذه الشريعة وأمثلتها في الشريعة تعد بالمئات بل بالألوف مثل على ذلك بالترخيص في المسح على الرأس مرة واحدة دون غسل، وقصرالصلاة والفطر في رمضان للمسافر والمريض.

شروط المسح على الخفين :
الشرط الأول: لبسهما بعد كمال الطهارة: ويدل على ذلك أحاديث كثيرة منها حديث المغيرة بن شعبة أنه لما أراد أن ينزع خفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:( دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين ومسح عليهما) فهذا يدل على أنه يشترط للمسح على الخفين أن يلبسهما وهو على طهارة،.

الشرط الثاني: أن يكون الخفان ساترين لمحل الفرض يعني إلى الكعبين، فإن كان الخف لا يستر الكعبين إما لسعته أو لكونه أنزل من الكعبين فيغطي إلى جزء من القدم كما عليه، أو لكونه رقيقاً جداً لا يغطي البشرة فإنه لا يمسح.
وهنا كلام للفقهاء في قضية إذا كان الخف به ثقوب سواء الخف أو الجوارب، فيه شق ما الحكم ؟
فلا يخلو الأمر من ثلاثة حالات:
الحالة الأولى: أن يكون الشق فاحش كبير جداً فهذا يجب أن يخلع ويغسل.
الحالة الثانية: أن يكون صغير جدا، وهذا يمسح ولا أثر له.

الحالة الثالثة: إذا كان ليس فاحشاً وليس صغيراً، يعني متوسطاً في عرف الناس .لا يفحش في نظر الإنسان فالمؤلف يرى عدم جواز المسح وأكثر الفقهاء يقولون أيضاً لا يمسح عليه وإنما يجب أن يخلعه ويغسل القدم.وبعضهم يقول ما دام الخف يسمى خفا ويؤدي الغرض مثلا في حال الشتاء يقي من البرد، وفى حال المشي أيضاً يمكن المشي فيه وتقوم به ويسد الحاجة فيجوز المسح عليه.

الشرط الثالث: طهارة الخفين وإباحتهما , فلا يصح أن يكونا نجسين , فإذا كان الخفان - مثلا- مصنوعين من جلد خنزير ومن جلد الكلب أو ما أشبه ذلك فإنه لا يصح المسح عليهما، أما إباحتهما فلا يمسح على محرم كالحرير إذا كان اللابس رجلا , لأن الرجل لا يحل له لبس الحرير أو إذا كان مغصوباً أو مسروقاً فلا يصح المسح لأنع غير مباح لبسه.

الشرط الرابع: أن يكون المسح في الطهارة الصغرى، أما في الطهارة الكبرى فيجب خلع الخفين أو الجوربين وغسل الرجلين؛ لأنه يجب تعميم البدن كله بالماء .وهذا يدل عليه حديث صفوان بن عسال قال ( أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كنا سفراً ألا ننزع خفافنا إذا أدخلناهم على طهر ثلاثة أيام بليالهن إلا من جنابة ) يعني فلا نمسح

قال رحمه الله ( يجوز المسح على الخفين وما أشبههما من الجوارب )، جمع جورب وهو ما يلبس على الرجلين من غير الجلد، يعني من قماش إن كان صوف أو من كتان أو ما أشبه ذلك .
قال ( الصفيقة التي تثبت في القدمين ) وهذا شرطان آخران اشترطهما المؤلف - رحمه الله - في الجوربين أن يكونا صفيقين يستران محل الفرض يثبتان يمكن المشي فيهما.
قال: ( والجراميق ) الجراميق جمع جرموق وهو أيضاً نوع من الخفاف القصيرة , مما يلبس في القدمين و التي تجاوز الكعبين.

قال رحمه الله ( ومن مسح ثم انقضت المدة أو خلع قبلهما بطلت طهارته)
و المدة كما ورد في الحديث الذي ذكره المؤلف " ثلاثة أيام للمسافر ويوم وليلة للمقيم" .

فملخص الشروط إذن ما يلي:-
1- أن يلبس على طهارة
2- أن يكون ساترا لمحل الفرض
3- ان يكون مباحا طاهرا
4- ان يكون في الطهارة الصغرى
5- أن يثبت في القدم
6- أنه يمكن المشي فيه
7- أن يكون المسح في المدة المحددة وهي يوم وليلة للمقيم وثلاثة أيام للمسافر.

ونكمل في الأسبوع القادم ان شاء الله تعالى
والحمد لله رب العالمين

هناك ٦ تعليقات:

عصفور المدينة يقول...

تقبل الله يا شيخ

أبوعمر يقول...

منا ومنكم جزاك الله خيرا

صيد الخاطر يقول...

حمدالله على السلامة وتقبل الله منا ومنكم

محمد عبد المنعم يقول...

أيوة كدا نورنا و نور المدونة

ربنا ما يحرمناش منك يا شيخ حازم

:)

محمد عبد المنعم يقول...

جواب سؤال الدرس:
يستحب السواك: عند كل صلاة، و عند قراءة القرآن، و عند دخول المنزل، و بعد الوضوء، ...

أبوعمر يقول...

جزاكم الله جميعا كل خير
جمعنا الله وإياكم في مستقر رحمته

بوركت أخي محمد عبد المنعم
دايما كده جابر بخاطري ومتفاعل ما شاء الله عليك :)