الأربعاء، سبتمبر ١٠، ٢٠٠٨

الصلاة - 16

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

سؤال اليوم: ما هو التورك ومتى يفعله المصلي ؟

سجود السهو

هذا الباب من الأبواب المهمة في كتاب الصلاة، لأن الإنسان يحتاج إلى هذا الباب كثيرا،

والقدوة -صلى الله عليه وسلم- سها في صلاته -كما سيأتي- فما بالكم بعامة الناس فهم معرضون للسهو في الصلاة , ومعرفة أحكام هذا الباب مما يعين على مواجهة السهو الذي يحصل للإنسان في صلاته.

السهو في اللغة: الذهول والغفلة والنسيان

والسهو عموما نوعان:

و عندنا سهو عن الصلاة, وسهو في الصلاة،

فالسهو عن الصلاة مذموم ومنه قول الله وتعالى ﴿ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ, الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ

أما السهو في الصلاة فهو معفو عنه وقد وقع من المصطفى -صلى الله عليه وسلم

ولهذا قال أهل العلم : الحمد لله الذي قال ﴿ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ ولم يقل الذين هم في صلاتهم ساهون.

و حكمة سجود السهو :

1- جبر النقص الحاصل في الصلاة.

2- إرغام الشيطان وقد جاء ذلك في حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله تعالى عنه- (إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى ) إذا شك أحدكم في صلاته والشك مبني على السهو وعدم الحضور- حضور القلب- في الصلاة, غفلة في الصلاة. ( إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى أثلاثا أم أربعا فليطرح الشك وليبنِ على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم فإن كان صلى خمسا شفعن له صلاته وإن كان صلى إتماما لأربع كانتا ترغيما للشيطان) هذا الشاهد من الحديث وإن كان صلى تماما كانتا أي ماذا ؟ كانتا ما هما ؟ سجدتا السهو وإن كان صلى تماما كانتا ترغيما للشيطان , أي إذلال الشيطان يعني في الغالب أن السهو يكون بسبب الشيطان , فتشريع هذا السجود الذي يجبر الصلاة -يجبر النقص الحاصل في الصلاة- يرغم الشيطان.

- سجود السهو :هو سجدتان على هيئة السجود في الصلاة وبين السجدتين جلوس كالجلوس بين السجدتين في الصلاة.


والأسباب التي يشرع لها سجود السهو ثلاث حالات

1- زيادة 2- نقص 3- شك

وسيأتي التفصيل في ذلك .


يقول الإمام ابن قدامة -رحمه الله تعالى: (والسهو على ثلاثة أضرب. أحدها: زيادة فعل من جنس الصلاة كركعة أو ركن فتبطل الصلاة بعمده ويسجد لسهوه, وإن ذكر وهو في الركعة الزائدة جلس في الحال, وإن سلم عن نقص في صلاته أتى بما بقي عليه منها ثم سجد, ولو فعل ما ليس من جنس الصلاة لاستوى عمده وسهوه, فإن كان كثيرا أبطلها وإن كان يسيرا كفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في حمله أمامة. وفتح الباب لعائشة -رضي الله عنها- فلا بأس به.)

أولا: الزيـادة في الصـلاة

قال المؤلف : زيادة فعل من جنس الصلاة كأن يزيد ركوعا أو سجودا أو ركعة ونحو ذلك

إذا كانت الزيادة متعمدة فإنها تبطل الصلاة.

وإن كانت الزيادة سهوا فإن السجود يجبر هذا السهو.

والدليل على مشروعية سجود السهو للزيادة في الصلاة أحاديث منها:

الأول: حديث عبد الله ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه (قال صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمسا ) وهذه الصلاة رباعية (فلما انفتل من صلاته توشوش القوم يعني أصبح بعضهم يسأل بعضا, فقال -صلى الله عليه وسلم: ما شأنكم؟ فقالوا: يا رسول الله هل زيد في الصلاة ؟) وفي رواية (هل زيد في الصلاة شيء) (قال: لا. قالوا: فإنك صليت خمسا فانفتل يعني انصرف اتجاه القبلة فسجد سجدتين ثم سلم ثم قال إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين) وفي رواية (فإذا سهى أحدكم فليسجد سجدتين ) والحديث رواه مسلم.


ثانيا: النقص في الصلاة

و الدليل على مشروعية سجود السهو للنقص في الصلاة

حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- وهو حديث مشهور عند العلماء باسم حديث ذي اليدين (قال صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إحدى صلاتي العشي إما الظهر أو العصر) جاء في بعض الروايات النص على أنها إما الظهر أو العصر (صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إحدى صلاتي العشي فصلى ركعتين ثم سلم ثم قام إلى خشبة معروضة في المسجد فوضع يديه عليها كأنه غضبان وخرجت السرعان من المسجد فقالوا أقصرت الصلاة ؟ وفي القوم أبا بكر وعمر فهابا أن يكلماه وفي القوم رجل في يديه طول يقال له ذو اليدين وهو الخرباق ابن عمرو فقال يا رسول الله: أنسيت أم قصرت الصلاة ؟ فقال: لم أنس ولم تقصر) ؛لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حينما سلم إنما سلم بناء على غلبة ظنه أن الصلاة قد انتهت وإلا لم يسلم لو كان يعلم أنه لم يصل إلا ركعتين ( فقال أكما يقول ذو اليدين؟ قالوا: نعم. فتقدم فصلى ما ترك من صلاته) أي: صلى ركعتين أخريين وكبر ثم سلم (فصلى ما ترك من صلاته ثم سلم ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه فكبر ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه فكبر, فقال ربما سألوه ثم سلم. قال: نبئت- أي الراوي- أن عمران ابن حصين قال ثم سلم) [متفق عليه]

وورد أيضا في حديث ابن مسعود السابق في بعض رواياته وفي لفظ (فإذا زاد الرجل أو نقص فليسجد سجدتين) وهذا نص بأن الزيادة والنقص سهوا لا يبطل الصلاة ويشرع لجبره سجود السهو ولأن الزيادة في حال السهو سهو في الصلاة.

ويبقى لدينا الحالة الثالثة وهي الشك وموضع سجود السهو هل هو قبل السلام أم بعه أم فيه تفصيل
يأتينا هذا في الأسبوع القادم ان شاء الله تعالى

والحمد لله رب العالمين

كل عام وانتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.


هناك تعليق واحد:

Beram ElMasry يقول...

ان كنت ممن يتذوقون الشعر العامى والزجل ، ارجو زيارة مدونتى والتفضل بالنقد والتعليق ، فالنقد كالنصح ، والدال على الخير كفاعله
كلنا نقدس مصر ، ولكن اليس من حقنا ان نغضب اذا ما انحرف المسار