الأربعاء، أغسطس ٢٧، ٢٠٠٨

الصلاة - 14

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

سؤال اليوم : ما حكم صلاة من قرا في القاتحة فقال (أهدنا الصراط المستقيم بفتح همزة أهدنا)

درس اليوم (تابع صفة الصلاة)

يقول المؤلف رحمه الله تعالى (ثم يكبر ويركع ويرفع يديه كرفعه الأول ثم يضع يديه على ركبتيه ويفرج أصابعه ويمد ظهره ويجعل رأسه حياله ثم يقول : سبحان ربي العظيم ثلاثا)

وهذا ذكرنا في الأسبوع الماضي أن رفع اليدين في أربعة مواضع

1- عند تكبيرة الإحرام

2- وعند الركوع

3- وعند الرفع من الركوع

4- وعند القيام من التشهد الأول .

والركوع ركن من أركان الصلاة والدليل على ذلك قوله - تبارك وتعالى - ﴿ ياأيها الذين آمنوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا

وكما جاء في حديث المسيء في صلاته ( ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ) .

أما التكبير للركوع، فهذا واجب لأن الركن فقط هو في تكبيرة الإحرام أما بقية التكبيرات والتي تسمى تكبيرات الانتقال فهي واجبة، فهي من واجبات الصلاة بعض أهل العلم يقول إنها سنة ولكن الذي عليه جماهير أهل العلم أن تكبيرات الانتقال من الواجبات .

ثم يكبر ويركع ولابد من الاطمئنان كما سيأتي لأن الطمأنينة في جميع الأركان أيضاً ركن من أركان الصلاة وهذا الذي يدل عليه حديث أبي هريرة في قصة المسيء صلاته ( ثم اركع حتى تطئمن راكعاً ) .

ثم يضع يديه على ركبتيه يعني إذا ركع يضع يديه على ركبتيه مفردة الأصابع يعني غير مضمومة.

ويمد ظهره ويجعل رأسه حياله يعني يسوي ظهره ولهذا جاء في أكثر من حديث وصف ركوعه - صلى الله عليه وسلم – أنه ( لو وضع عليه الماء استقر ) و يساوي رأسه حياله يعني مساوياً له .

وفى ذلك من الأحاديث حديث أبي حميد ( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – كان إذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم حصر ظهره ) وفي لفظ ( ركع ثم اعتدل ولم يصوب رأسه ولم يقنع ) يعني لم يرفع .

وفى حديث أبي حميد أن - النبي صلى الله عليه وسلم – وضع يديه على ركبتيه كأنه قابض عليهما .

ولهذا يخطئ من لم يخفض رأسه إلى حد تسوية الظهر كما يخطأ أيضاً من يصوب ظهره أكثر من المساواة .

ولهذا جاء في هذا الحديث لم يصوب ويقنع، يعني لم يخفضه ولم يرفعه.

قال ( ثم يقول سبحان ربي العظيم ثلاثاً ) الواجب تسبيحة واحدة وما زاد على ذلك فهو سنة، وأدنى الكمال ثلاث .

و قد جاء في بعض الأحاديث أن الصحابة قدروا لرسول الله عشراً، ولهذا قالوا أدنى الكمال ثلاث وأعلى الكمال عشر تسبيحات .

ويشرع أيضاً أن يقول ( سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي).

وقد ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – كان يقولهن في ركوعه وفى سجوده.

وجاء أيضاً (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) وجاء أيضاً (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ).

و تقال هذه الاذكار أو الأدعية أو التسبيحات لا سيما في قيام الليل عند التطويل .

أما إذا كان الإنسان إماماً فينبغي أن يراعي حال المأمومين وألا يطيل عليهم .

قال (ثم يرفع رأسه يعني من الركوع قائلاً سمع الله لمن حمده ويرفع يديه كرفعه الأول) ، هذا هو الاعتدال الوارد في الحديث ( ثم ارفع حتى تعتدل قائما ) كما في حديث أبي هريرة .

و يقول سمع الله لمن حمده وقد جاء هذا في أكثر من حديث منها حديث أبي حميد في صفة صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال ثم قال سمع الله لمن حمده فرفع يديه.

فإذا اعتدل قائماً قال ربنا ولك الحمد ملئ السماوات وملئ الأرض وملئ ما شئت من شيء بعد.

والمؤلف رحمه الله فرق بين ما يقوله الإمام وما يقوله المأموم .

قال رحمه الله ( إن الإمام يقول ربنا ولك الحمد ملئ السماوات وملئ الأرض والمأموم يقتصر فقط على قول ربنا ولك الحمد ).

وقد وردت أحاديث متعددة في الذكر الذي يقال بعد الرفع من الركوع من ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم – ( إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده ) كما جاء في حديث أبي هريرة ( إنما جعل الإمام ليؤتم به إذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ) .

أخذ بعض العلماء من هذا الحديث أن المقصود من هذا الحديث أن يقتصر المأموم على قول ربنا ولك الحمد فقط .

وبعض العلماء أخذ من الأحاديث الأخرى التي ذكرت ما يقال أن الرسول - صلى الله عليه وسلم – ثبت أن الرسول - صلى الله عليه وسلم – كان يقول إذا رفع رأسه من الركوع ربنا ولك الحمد ملئ السماوات وملئ الأرض وملئ ما شئت من شيء بعد , أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد .

أخذوا من هذا أنه يشرع للمصلين جميعاً عموماً سواء كان إماماً أو منفرداً أو مأموماً أن يقول هذا الذكر . وهذا هو القول الراجح.

قال رحمه الله تعالى ( ثم يخر ساجداً مكبراً ولا يرفع يديه ويقول أول ما يقع على الأرض ركبتاه ثم كفاه ثم جبهته ثم أنفه ويجافي عضديه عن جنبيه وبطنه عن فخذيه ويجعل يديه حذو منكبية، ويكون على أطراف قدمية ثم يقول سبحان ربي الأعلى ثلاث)

ولا يرفع يديه ثم يخر ساجداً مكبراً ولا يرفع يديه، التكبير هذا تكبير انتقال وهو واجب كما سبق، ولا يرفع يديه لأنه ليس من مواضع الرفع بل جاء في حديث ابن عمر النص على أنه لا يفعل ذلك في السجود.

والصفة التي يتم بها السجود أو الخفض من حال القيام إلى حال السجود فيها طويل , هل السنة أن ينزل على ركبتيه أولاً أو يديه ؟

المؤلف يقول ويكون أول ما يقع منه على الأرض ركبتاه، ثم كفاه ثم جبهته وأنفه وفى ذلك حديث وائل بن حجرة قال ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه وإذا نهض رفع يديه قبل ركبيته ) الحديث رواه أبو داود وقد ضعفه بعضهم وبعضهم صححه .

الذي رجحه كثير من المحققين هو ما ذكره المؤلف رحمه الله تعالى أن المشروع أن يقع أولاً على الأرض الركبتان ثم الكفان وقالوا هذا هو المناسب لحال الإنسان، لأن أقرب ما يكون إلى الأرض الركبتان أولاً .

فالوضع الطبيعي للنزول أن يجلس على ركبتيه أولاً ثم يضع كفيه قال بعد ذلك ويجافي عضديه عن جنبيه وبطنه عن فخذيه وقد وردت في ذلك أكثر من حديث منها حديث أبي حميد ( أن - النبي صلى الله عليه وسلم – جافى عضديه عن إبطيه) وقد جاء ذلك أيضاً في حديث البراء في صفة صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ويجعل يديه حذو منكبيه يعني كما عند تكبيرة الإحرام قالوا يرفع يديه إلى حذو منكبيه .

كذلك إذا سجد يجعل يديه حذو منكبيه، وبعضهم قال أيضاً إلى فروع أذنيه يعني الحكم أو الكيفية واحدة بالنسبة لوضع اليدين بالنسبة للوجه أو المنكبين .

ويكون على أطراف قدميه يعني يسجد على سبعة أعظم كما جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه وجاء في هذا الحديث الذي ذكر أنه - صلى الله عليه وسلم – يسجد على سبعة أعظم قال في نص الحديث ( وأطراف قدميه ) وهو حديث ابن عباس - رضي الله عنه – ( أمرت بالسجود على سبعة أعظم الجبهة واليدين والركبتين وأطراف القدمين ) .

قالوا ويوجه أطراف الأصابع إلى القبلة ثم يقول سبحان ربي الأعلى ثلاثاً وفى ذلك حديث ابن مسعود أن - النبي صلى الله عليه وسلم – قال ( إذا سجد أحدكم فليقل سبحان ربي الأعلى ثلاثاً وذلك أدناه ) وفيه أيضاً لما نزل قول الله - تبارك وتعالى - ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى .

قال اجعلوها في سجودكم ويشرع أيضاً حال السجود الدعاء قد جاء فيه أكثر من حديث الحث على الدعاء في السجود وأنه من مواطن الإجابة قد جاء في بعض الأحاديث ( قمن أن يستجاب لكم ) .

بالنسبة للركوع ( عظموا فيه الرب ) .

وأما السجود ( فأكثروا من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ) .

ومن الذكر المشروع أو الدعاء المشروع في حال السجود ما قلناه قبل قليل سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي .

وقد ورد أيضاً ( اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانتيه وسره، وجاء أيضاً اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك وبك منك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) .


وللحديث بقية و الحمد لله اولا وآخرا



هناك تعليقان (٢):

عصفور المدينة يقول...

جزاك الله خيرا وتقبل الله منا ومنكم

أبوعمر يقول...

آمين , جزانا وإياكم