الصلاة - 5

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

سؤال اليوم: بين وقت صلاة العصر والعشاء, وما هو وقت الاختيار والضرورة لكل منهما؟

تابع (شروط الصلاة)

بدأنا - الأسبوع الماضي - في بيان شروط الصلاة فذكرنا أن لها ستة شروط ذكرنا منها الطهارة ودخول الوقت

وبقيت لنا مسائل يسيرة في شرط دخول الوقت

يقول المؤلف رحمه الله تعالى (ومن كبر للصلاة قبل دخول وقتها فقد أدركها )

أفادنا المؤلف هنا بمسألة وهي: أن من بدأ في الصلاة وكبر تكبيرة الاحرام ثم أذن المؤذن للصلاة التالية ثم أتم الصلاة بعد خروج وقتها فقد أدرك الصلاة والدليل على ذلك أنه أدرك جزءا منها في الوقت فينسحب ذلك علي باقيها وهذا القول هو المشهور من مذهب الإمام احمد ,

وفي مذهب الإمام أحمد رواية أخرى وهي أن من أدرك ركعة كاملة من الصلاة قبل خروج وقتها فقد أدركها ومن أدرك أقل من ذلك فقد فاتته الصلاة وتعد قضاءا لا أداءا

وهنا مسألة هامة: قولنا من أدرك تكبيرة الإحرام أو من أدرك ركعة قبل خروج الوقت لا يعني انه يجوز للمسلم أن يؤخر الصلاة إلى مثل هذه الأحوال بغير عذر

طبعا لا , هذا ليس مقصودا بل من فعل ذلك فهو آثم قطعا إثما عظيما, ولكن المقضود هنا بيان حكم الصلاة هل أداها في وقتها أم فاتته؟

أما التاخير بغير عذر فهو حرام بلا إشكال.

يقول رحمه الله (والصلاة في أول الوقت أفضل إلا في العشاء الآخرة, وفي شدة الحر في الظهر)

هذا ضابط هام في باب المواقيت وهو التعجيل أفضل مطلقا لكل الصلوات إلا في حالتين فقط

1- صلاة العشاء الآخرة : وهو تأخير العشاء إلى ثلث الليل أو إلى ما قبل نصف الليل وقد ذكرنا في الأسبوع الماضي كيفية حساب وقت نصف الليل, فيستحب التأخير لكن لا تترك الجماعة التي تصلي بعد الاذان لكي تؤخر العشاء منفردا.

الدليل على استحباب تأخيرالعشاء قوله صلى الله عليه وسلم (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ولأخرت العشاء إلى ثلث الليل أو قال نصف الليل ) متفق عليه.

2- يستحب تأخير صلاة الظهر إذا اشتد الحر ويسمى هذا التأخير الإبراد وذلك من باب التخفيف والتيسير والدليل على هذا التأخير قوله صلى الله عليه (أبردوا بالظهر فإن شدة الحر من فيح جهنم)

وما عدا ذلك فالتعجيل أفضل وهو الأصل

ونكمل باقي الشروط الأسبوع القادم بمشيئة الله تعالى

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين.