الأحد، أبريل ٢٧، ٢٠٠٨

عقيدة -27 الإيمان بأخبار الكتب

الحمد لله و صلى الله و سلم و بارك على عبده و رسوله محمد و على آله و صحبه أجمعين

الإيمان بأخبار الكتب

ونعلم من هذه الكتب:

‌أ. التوراة: التي أنزلها الله تعالى على موسى صلى الله عليه وسلم، وهي أعظم كتب بني إسرائيل (فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ) (سورة المائدة: من الآية44).

‌ب. الإنجيل: التي أنزله الله تعالى على عيسى صلى الله عليه وسلم، وهو مصدق للتوراة ومتمم لها (وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (سورة المائدة: من الآية46). (وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ) (سورة آل عمران: من الآية5.).

‌ج. الزبور: الذي آتاه الله داود صلى الله عليه وسلم.

‌د. صحف إبراهيم وموسى: عليهما الصلاة والسلام.

‌هـ. القرآن العظيم: الذي أنزله الله على نبيه محمد خاتم النبيين (هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (سورة البقرة: من الآية185). (مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) (سورة المائدة:من الآية48). فنسخ الله به جميع الكتب السابقة وتكفل بحفظه عن عبث العابثين وزيغ المحرفين (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (سورة الحجر: الآية 9). لأنه سيبقى حجة على الخلق أجمعين إلى يوم القيامة.

أخبار الكتب

دعونا نطرح بعض التساؤلات:

س: ما هي الكتب السماوية المذكورة لنا بأسمائها؟

ج: الكتب السماوية التي ورد ذكرها في القرآن هي بترتيبها التاريخى:

صحف إبراهيم: ذكرت في قوله تعالى: (قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى * بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى * إن هذا لفي الصحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى) (الأعلى:14-19).

التوراة: و ذكرت في مواضع عديدة، كقوله تعالى: (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولاتشتروا بآياتى ثمناً قليلاً ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) (المائدة:44).

و يشار إليها أحياناً باسم (الفرقان) كقوله تعالى: (وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون) (البقرة:53).

وأحياناً باسم (الذكر) كما في هذه الآية: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون) (الأنبياء:1.5).

الزبور: ذكر في قوله تعالى: (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبوراً) (النساء: 163)، و قوله: (ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض، وآتينا داود زبوراً) (الإسراء:55).

الإنجيل: ذكر في مواضع عديدة، كقوله تعالى: (وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين) (المائدة:46).

كما جاء ذكر التوراة و الإنجيل معاً في هذه الآيات من سورة آل عمران: (آلم * الله لا إله إلا هو الحى القيوم * نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل * من قبل هدى للناس) (آل عمران:1-4).

القرآن الكريم: ورد ذكره في آيات كثيرة إما باسم القرآن و إما باسم الفرقان، و إما باسم الكتاب، و إما باسم الذكر: (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون) (يوسف:2)، (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً) (الفرقان:1)، (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً) (الكهف:1)، (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون * وما هو إلا ذكر للعالمين) (القلم:51،52).

== فائدة ==

جاء الأمر الربانى بالإيمان بالكتب المنزلة كلها – كما جاء الأمر بالإيمان بالملائكة من قبل – و أن هذا جزء من الإيمان، لا يتم إيمان المرء إلا به.

كما جاء الإخبار بأن الكتب السابقة قد حرفها أهلها و لم تعد على صورتها التي أنزلها الله بها.

و جاء الإخبار كذلك بأن القرآن قد نسخ الكتب السابقة كلها، و أن الله تكفل بحفظه من كل عبث أو تحريف.

قال المؤلف رحمه الله: فنسخ الله به جميع الكتب السابقة وتكفل بحفظه عن عبث العابثين وزيغ المحرفين (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (سورة الحجر: الآية 9). لأنه سيبقى حجة على الخلق أجمعين إلى يوم القيامة.

== فصل ==

س: ما هي عقيدتنا كمسلمين و كأهل السنة و الجماعة فيما يتعلق بأخبار الكتب السابقة؟

ج:

أولا: نؤمن بما جاء في الكتب السماوية السابقة، و أن الانقياد لها، و الحكم بها كان واجباً على الأمم التي نزلت إليها الكتب...

ثانيا: نؤمن بأن الكتب السماوية يصدق بعضها بعضاً، و لا يكذّب بعضها بعضاً، فالإنجيل مصدق للتوراة - قال الله عن الإنجيل:(مصدقا لما بين يديه من التوراة) (المائدة: 46)

ثالثا: نصدق بنسخ الشريعة اللاحقة للشريعة السابقة كليا أو جزئيا – كما أحل الإنجيل بعض ما حرم في التوراة (ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم) (آل عمران: 50)...

رابعا: نؤمن بأن من أنكر شيئا مما أنزله الله فهو كافر...

خامسا: نؤمن بأن أهل الكتاب حرفوا كتبهم، فلم تعد في صورتها التي أنزلها الله، فقد أخبرنا الله في كتابه المنزل عن ذلك كله...

فقد جاء عن اليهود: (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه) (النساء:46).

و جاء عن النصارى: (وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) (آل عمران:78).

و إذا تدبرنا هذا الأمر وجدنا أن هناك ثلاثة أنواع من التحريف على الأقل قد وقعت في كتب أهل الكتاب، و كلها وردت الإشارة إليه في القرآن:

1- تحريف المعنى مع بقاء اللفظ على ما هو عليه: فعلى سبيل المثال:

أن الله قد حرم الربا في جميع كتبه المنزلة التوراة و الإنجيل و القرآن، و التوراة التي بين أيدى اليهود اليوم- رغم كل ما حدث فيها من تحريفات شنيعة - ما تزال تحمل نصاً بتحريم الربا! و نصاً بوجوب الأمانة في التعامل مع الناس.

و مع ذلك فاليهود -كما هو معلوم- يتعاملون بالربا على النطاق الدولي، و يسلبون عن طريقه أموال الناس بغير حق، و عن ذلك يقول الله تعالى: (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيراً * وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذاباً أليماً) (النساء: 160،161).

فكيف تحايلوا على النص الموجود في كتابهم، أو بعبارة أخرى كيف حرفوه، ليبيحوا لأنفسهم التعامل بالربا مع الناس و سلب أموالهم؟!

لقد قالوا: إن الربا غير جائز في التعامل بين اليهود، و كذلك الأمانة واجبة في تعامل اليهود بعضهم مع بعض.. أما إن كان الذي تتعامل معه من غير اليهود فلا بأس عليك أن تتعامل معه بالربا و لا بأس عليك أن تأكل ماله.. و ذلك ما وردت عنه الإشارة في سورة آل عمران: (ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائماً ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) (آل عمران:75).

أى أنهم قالوا: لا حرج علينا في سلب أموال (الأميين) الذين ليسوا يهوداً، و يزعمون أن الله أباح لهم ذلك و هم يعلمون أن هذا كذب على الله فإنه حرم عليهم الربا إطلاقاً و حرم عليهم سلب أموال الناس جميعاً، أميين و غير أميين!

2- التحريف بالتغيير والإضافة: و عليه أمثلة كثيرة:

فأما اليهود فقد أضافوا إلى التوراة مجموعة من القصص و الأساطير ما أنزل الله بها من سلطان، بعضها يصل إلى حد الفحش في حق أنبيائهم، و ما من نبي من أنبيائهم إلا ألصقوا به سلوكاً لا يليق بالشخص العادي فضلاً عن النبي المعصوم، بل إنهم تجرؤوا على مقام الألوهية و قالوا في حق الله سبحانه وتعالى كلاماً لا يخرج من فم مؤمن قط و لا يخطر له على بال، و قد ظلوا يرددون هذه الأقوال و غيرها حتى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، و سجل عليهم القرآن اثنتين منها على الأقل: (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق * ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد) (آل عمران: 181،182)، (وقالت اليهود: يد الله مغلولة، غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) (المائدة:64).

أما التوراة ففيها أبشع من ذلك في حق الله مما يقشعر بدن المؤمن من نسبته إلى الله عز وجل.

وأما الإنجيل فيحوى من التغيير والإضافة ما لا يقل سخفاً و بشاعة و لكن في اتجاه آخر، ذلك هو تأليه عيسى عليه السلام و الزعم بأنه ابن الله، و أسطورة ألوهية عيسى و بنوته لله و كون الله ثلاثة: الأب و الابن و روح القدس، كلها إضافة أضيفت إلى الإنجيل المنزل من عند الله، كتبوها بأيديهم و زعموا أنها من عند الله.

و قد رد القرآن عليهم رداً مفصلاً في أكثر من سورة، و بين حقيقة التوحيد، و أن عيسى عليه السلام لم يقل إلا كلمة التوحيد...

و لكن المهم أن أناجيلهم الأربعة المعتمدة (إنجيل مرقص و إنجيل لوقا و إنجيل متى و إنجيل يوحنا) (نسبة إلى الرجال الذين كتبوها: وقد كتبوها في أزمنة متفاوتة و بعد مدة من غياب المسيح عنهم و كلهم كتبها من ذاكرته لا من النص المنزل) متضاربة بعضها مع بضع في هذا الشأن، مما ينفي أن تكون كلها من مصدر واحد، فضلاً عن أن يكون مصدرها هو الله!

و هناك إنجيل خامس هو (إنجيل برنابا) منعت الكنيسة تداوله، و أحرقت ما وقع في يدها من نسخه، و هددت من يوجد عنده بإصدار قرار حرمان ضده (أي الحرمان- في زعمهم- من رضوان الله و مغفرته!) لأنه يقرر أن عيسى رسول بشر و ليس إلهاً، و أنه بشـّر ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم من بعده!

3- التحريف بالكتمان: و هو على نوعين:

النوع الأول: كتمان أحكام الشريعة:

و القرآن يسجل عليهم أنهم أمروا بعدم الكتمان فعصوا الله...

و عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بيهودى و يهودية قد زنيا، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاء يهود فقال: ما تجدون في التوراة على من زنى؟ قالوا: نسود وجوههما و نحملهما و نخالف بين وجوههما و يطاف بهما، قال: فأتوا بالتوارة إن كنتم صادقين، فجاءوا بها فقرءوها حتى إذا مروا بآية الرجم وضع الفتى الذي يقرأ يده على آية الرجم و قرأ ما بين يديها و ما وراءها، فقال له عبد الله بن سلام و هو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: مره فليرفع يده، فرفعها فإذا تحتها آية الرجم، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما...) (رواه البخارى ومسلم واللفظ لمسلم).

النوع الثاني: كتمان الإشارة إلى بعثة محمد صلى الله عليه وسلم:

والقرآن يسجل عليهم أن الله أخذ عليهم ميثاقاً بأن يؤمنوا بكل رسول يأتي من عند الله مصدقاً لما معهم، كما يسجل عليهم أن خبر بعثة محمد صلى الله عليه وسلم موجود عندهم في التوراة و الإنجيل...

فقد اجتهدوا في محو كل ذكر صريح له عليه الصلاة و السلام في كتبهم و أخفوه عن الناس، و مع كل اجتهادهم هذا فقد بقيت إشارات في التوراة و الإنجيل لا يمكن تفسيرها إلا بأنها لمجيء الرسول صلى الله عليه وسلم.

جاء في العهد القديم في سفر أشعياء في الإصحاح الحادى والعشرين:

(وحي من جهة بلاد العرب، في الوعر في بلاد العرب تبتين يا قوافل الددانيين، هاتوا ماء لملاقاة العطشان. يا سكان أرض تيماء وافوا الهارب بخبزه، فإنهم من أمام السيوف قد هربوا. من أمام السيف المسلول ومن أمام القوس المشدودة. ومن أمام شدة الحرب. وإنه هكذا قال لى السيد: في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد و بقية عدد قسى أبطال بنى قيدار تقل، لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم).

و جاء في الإنجيل على لسان عيسى عليه السلام: (يأتى من بعدى الفاراقليط).

و هذه كلمة يونانية معناها (الحمد). أى أنها مشتقة من (أحمد) و قد أبوا أن يترجموها في النسخة العربية و أبقوها هكذا لكي تظل غير مفهومة للقارئ و لكيلا يعلم من هذا الذي سيأتي بعد المسيح!

و قد مر الزمن.. و لم يأت بعد المسيح إلا محمد صلى الله عليه وسلم!

و في عام 1365هـ (1945م) نشرت صحيفة الأهرام المصرية هذا النبأ على إحدى صفحاتها:

(عثر في دير سانت كاترين بسيناء على نسخة قديمة من التوراة جاء فيها ذكر محمد عليه الصلاة والسلام).

ثم اختفت هذه النسخة و لم تعد مرة أخرى إلى الظهور!

و صدق الله العظيم إذ يقول: (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون) (البقرة:109).

== فائدة ==

س: ماذا عن ما ورد في إباحة التحديث عن أخبار بني إسرائيل؟

ج: الحديث (بلغوا عني و لو آية و حدثوا عن بني إسرائيل و لا حرج و من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) (حديث حسن)، و أخرج البخاري (و غيره) من حديث أبي هريرة قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية و يفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تصدقوا أهل الكتاب و لا تكذبوهم و قولوا: (آمنا بالله و ما أنزل إلينا و ما أنزل إليكم)...

النقطة الأولى: قال العلماء في شرح هذه الأحاديث: أخبار أهل الكتاب على ثلاثة أقسام:

1- ما علمنا صدقه أو صحته بما دل عليه الدليل من كتاب الله أو سنة رسوله... و هي من الأخبار التي لم تطلها التحريفات.

2- ما علمنا كذبه أو خطأه بما دل على خلافه الدليل من الكتاب و السنة أيضا... و هي من الأخبار التي طالتها التحريفات، و يلحق به ما كان مشروعا لهم و نسخت حكمَه شريعةُ محمد عليه الصلاة والسلام.

3- ما هو مسكوت عنه فهو المأذون في روايته بقوله عليه السلام: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)، و هو الذي لا يصدَّق و لا يكذَّب لقوله (فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم).

فأما من حدّث بمثل هذه الآثار من صحابي أو تابعي فإنه يراه من القسم الثالث.

النقطة الثانية: كان تقدّم منه صلى الله عليه وسلم الزجر عن الأخذ عنهم و النظر في كتبهم ثم حصل التوسع في ذلك، و كان النهي وقــَع قبل استقرار الأحكام الإسلامية و القواعد الدينية خشية الفتنة، ثم لما زال المحذور وقع الإذن في ذلك لما في سماع الأخبار التي كانت في زمانهم من الاعتبار.

*****

و الله أعلم

سبحانك اللهم و بحمدك.. نشهد أن لا إله إلا أنت.. نستغفرك و نتوب إليك

يتبع إن شاء الله الدرس القادم تفصيل الإيمان بالكتب.

هناك ٤ تعليقات:

أنثى الخيـــــال يقول...

ربنا يوفقكم
بالفعل جهد قيم
تحياتي

أبوعمر يقول...

جزاكم الله خيراً
ونفع بكم
شرح وافي وعرض رائع
بوركتم

محمد عبد المنعم يقول...

تقبل الله دعاءكما أخوتنا في الله

و جزاكما خيرا

أبوعمر يقول...

درس جميل وممتع يا شيخ محمد
لو تذكر المزيد من بشارات النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل
فالموضوع شيق وممتع حقا
ولو في تدوينة مستقلة حتى لا نقطع سياق الشرح
جزاك الله خيرا