الجمعة، مارس ٢٨، ٢٠٠٨

الصلاة - 2

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
سؤال اليوم: اذكر الأحوال التي يعذر فيها المرء بتأخير الصلاة.
درس اليوم
باب الأذان والإقامة
قال المؤلف رحمه الله (وهما مشروعان للصلوات الخمس دون غيرها)
الأذان هو: الإعلام
أما في الاصطلاح الشرعي فهو (التعبد لله تعالى بالإعلام بدخول وقت الصلاة)
أما الإقامة فهي : (التعبد لله تعالى بالإعلام بالقيام للصلاة)
حكم الأذان: هو فرض كفاية وتعريف فرض الكفاية هو( الذي إذا فعله بعض الناس سقط عن الباقين وإذا تركوه كلهم أثم كل قادر عليه) ومن أراد المزيد في معرفة فرض الكفاية فليرجع إلى مدونة الأصول في المدرسة للأستاذة أمل.
والأذان كما قال المؤلف (خمس عشرة كلمة لاترجيع فيها) كلمة أي جملة
وهو (الله أكبر أربع مرات , أشهد أن لا إله إلا الله , أشهد أن محمد رسول الله, حي على الصلاة مرتين, حي على الفلاح مرتين, الله أكبر مرتين ثم لا إله إلا الله)
أما الإقامة فهي أحد عشر جملة (الله أكبر مرتين, أشهد أن لا إله إلا الله, أشهد أن محمدا رسول الله, حي على الصلاة, حي على الفلاح ,كل ذلك مرة واحدة , ثم قد قامت الصلاة مرتين, الله أكبر مرتين, ثم لا إله إلا الله)
هذه هي كيفية الأذان: كما علمها الرسول صلى الله عليه وسلم لبلال وهذكا كان يؤذن في المدينة ولما قدم النبي صلى الله عليه مكة عام الفتح علم أبا محذورة كيفية أخرى للأذان وهي نفس الصفة السابقة ولكنه يرجع (بجيم مشددة مكسورة) الشهادتين والترجيع أن يأتي بهما خافضا صوته أولا ثم يرفع بهما صوته وذلك في الشهادتين فقط وعليه يكون الأذان تسع عشرة جملة.
ولكن المؤلف يرجح أذان بلال على أذان أبي محذورة لأنه الأشهر والغالب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا قال (خمس عشرة كلمة لاترجيع فيها)
وهنا مسألىة هامة في العبادات الواردة على أكثر من كيفية فإن من العلماء من يفضل أن يقتصر على أحد الوجوه ويداوم عليه مثل دعاء الاستفتاح أو التشهد أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما اختاره المؤلف رحمه الله ومنهم من يقول نأتي بهم جميعا هذا تارة وهذا تارة أخرى وهذا القول هو الأقرب
فتارى نستفتح الصلاة بـ (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك) وأحيانا أخرى نستفتح بـ (اللهم باعد بيني وبين خطاياي ..) وأحيانا نتوضأ مثنى مثنى وأحيانا أخرى نتوضأ ثلاثا وأحيانا نؤذن أذان أبي محذورة وأحينا أخرى نؤذن بأذان بلال وأحيانا نتشهد بتشهد ابن مسعود وأحينا تشهد عمر أو عائشة - رضي الله عنهم أجمعين - أو غيره من الصيغ الواردة وهكذا.
ولهذا فلدينا هنا قاعدة هامة وهي (العبادات الواردة على أكثر من كيفية الأفضل أن نأتي بكل الصور الواردة بهذه تارة وبهذه تارة أخرى)
ولهذه القاعدة فوائد كثيرة منها :
1- تنشيط الذهن في العبادة والمنع من تحولها إلى عادة روتينية.
2- احياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم هجر شئ منها.
3- منع التعصب لقول معين أو رأي أو اختيار معين وتعود الناس على قبول الاختلاف بسعة صدر.
4- بيان سماحة الشريعة وتيسيرها على الناس لتنوع صور العبادات فيها.
نرجع إلى كلام المؤلف وهو يذكر صفات المؤذن فيقول ( وينبغي أن يكون المؤذن أمينا, صيتا عالما بالأوقات )
إذن اشترط المؤلف للمؤذن ثلاثة شروط:
1- أمينا : لأنه مؤتمن على أوقات الصلاة التي يترتب عليها صحة صلاة الناس كما أنه في السابق يصعد على المنارة وربما يطلع على بيوت الناس وعوراتهم فيجب أن يكون أمينا ليغض بصره ويحفظه
2- صيتا : (بياء مشددة مكسورة) أي عالى الصوت ليبلغ إلى أبعد مدى ممكن وهذا الشرط كان في السابق قبل اختراع مكبرات الصوت
3- عالما بألأوقات: أي أوقات دخول الصلوات والغروب والشروق وعلامات الفجر الصادق والكاذب وأيضا هذا كان في السابق قبل وضع التقاويم المعتمدة التي يرجع إليها المؤذنون.
لم يذكر المؤذن - اختصارا - شروطا أخرى مثل كونه مسلما عاقلا ذكرا.
قال (ويستحب أن يؤذن قائما متطهرا على موضع عالٍ مستقبلا القبلة )
يعد بيان الشروط التي يجب توفرها في المؤذن, ذكر الأمور التي يستحب ولا تجب حال الأذان , ونشرحها - إن شاء الله - في الأسبوع القادم
والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات: