مقدمة في علم المصطلح -2

كتب : صيد الخاطر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده

كنا بدأنا في دروس المصطلح بتعريف بسيط لمصطلحات والالفاظ التي تستخدم في هذا العلم

وأعتذر لتأخري في انزال الدرس لأن النت عندي كان فيه مشكلة

نكمل اليوم ن شاء الله بقية التعريفات التي تهمنا في المصطلح

المحدث : اسم فاعل من حدث وهو كثير الرواية للحديث واسع المعرفة بعه

اصطلاحا : هو من له عناية بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية ودراية ودراسة وتعليما وتصنيفا وله اطلاع على كثير من الرواة والمرويات في عصره حتى عرف بذلك واشتهر به بين أهل العلم

وقد حدد بعض العلماء الحد الادني لمن يوصف بهذا اللقب فقالوا : هو من عرف الاسانيد والعلل وأسماء الرجال والعالي والنازل وحفظ مع ذلك جملة مستكثرة من المتون وسمع الكتب الستى ومسند أحمد والطبراني وضم إلى هذا الف جزء من الاجزاء الحديثية ...

الحافظ : هو المحدث الذي توسع في العلم والرواية ومعرفة الرواة طبقة بعد طبقة ، وصار حافظا لمعظم الاحاديث عارفا بأكثر الرواة بحيث يكون ما يعرفه من المتون والاسانيد أكثر مما يجهله

ووصف العماء الحد الادني لمن يحمل هذا اللقب بأنه : من حفظ مئة ألف حديث بأسانيدها ويكون ما يعرفه عن رواتها أكثر مما يجهله

" وهذا اللقبان " المحدث والحافظ " هما أكثر الالقاب استعمالا عند المحدثين .. وقد ألأف الامام الذهبي كتابا ضمن فيه اسماء من بلغوا مرتبة الحافظ سماه " تذكرة الحفاظ " ..

الحجة : في اللغة تطلق على من تبحر في معرفة الادلة والعلوم حتى صار قوله حجة يجتج بها

اصطلاحا : هو من بلغ في الحفظ وزالاتقان للأحاديث مبلغا صار به حجة عند الناس في الجرح والتعديل والتصحيح والتضعيف

وجعل بعض العلماء الحد الادني لمن يوصف بهذا الوصف : أن يحفظ ثلاثمائة ألف حديث على الاقل بمتونها وأسانيدها وهو أعلى من الحافظ ..

الحاكم : لغة : هو من ينتهي العلماء إلى حكمه ويحتكمون إلى رأيه لسبقهفي العلم وتمكنه ...

اصطلاحا : هو من حفظ ثمانمائة ألف حديث بأسانيدها ومتونها مع المعرفة بأحوال رواتها جرحا وتعديلا وقبولا وردا ..

مثل الامام : أبو عبد الله الحاكم صاحب المستدرك على الصحيحين

أمير المؤمنين في الحديث:

هو من أحاط بعلوم السنة المطهرة وعرف المتون ومخارجها ومعانيها والاسانيد وعللها والرجال وأحوالهم وتمكن من ذلك غاية التمكن حتى صار إماما في ذلك يرجع إلأى قوله .. ويحتكم إليه عند التنازع ويرجع إلأى قوله في الروايات والمرويات لأنه لم يفته من السنة إلا مالابد أن يفوت البشر غير المعصومين

وهذه المرتبة لم يظفر بها الا عدد قليل من أهل العلم منهم :

الامام شعبة بن الحاجاج بن الورد أحد أئمة التابعين

الامام مالك بن أنس صاحب المذهب المالكي وموطأ ه معروف

الاما أبو عبدالله محمد بن إسماعهيل البخاري صاحب الصحيح

الامام أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر صاحب فتح الباري

الامام أحمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنهم أجمعين صاحب المذهب
الحنبلي وصاحب المسند المعروف

مسألة مهمة :

قد يقول البعض اننا لو جمعنا كل الاحاديث الواردة في كل كتب السنة الموجودة لدينا الان صحيحها وضعيفها

لما بغ عددها مائة ألأف حديث

فكيف يكون أقل ما يحفظ الحافظ وهو من أقل درجات المحدثين 100000 مئة ألأف حديث

فهنا احتمال:

أن يكون مالدينا ناقص وهذا ينبي على قولنا أن من قبلنا ضيعوا السنة وخانوا الامانة ؟؟؟

والجواب أن من قبلنا لم يضيعوا شيئا من سنة نبي الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

وأما لعدد فليس المقصود هنا بالعدد عدد المتون الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما ولكنها أعداد الطرق فالحديث الواحد قد يرد بعشرات وأحيانا بمئات الطرق

خذ مثلا حديث انما الاعمال بالنيات هذا الحديث ورد من نحو سبعمائة طريق

كل طريق منها يعد حديثا

كما يدخل في هذا العدد أيضا أقوال الصحابةوفتاوى التابعين ومن بعدهم من أهل القرون الفاضلة ..

بذلك نرى أنه لا تضييع بفضل الله لسنة رسول الله

لأن هذا أمر التزمه ربنا تعالى على نفسه " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون "

ومن كمال حفظ الذكر حفظ ما يفسر به الذكر

وايضا فان السنة من الذكر والذكر : الوحي

" وماينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى "

ولكني أريد أن أقول شيئا في نهاية الدرس

أنا رأيت بنفسي من يحفظ000 10 عشرة آلاف حديث و000 20 عشرين ألف حديث وهم شباب في مثل أعمارنا يسر الله تعالى لهم ذلك وهم متقنون غاية الاتقان

وهم والحمد لله في ازدياد

وهذا دليل على أنه لا استحالة في طلب العلم

نسأل الله تعالى أن يكثر من أمثالهم

وأن ينصر بنا الدين

وفي الدرس القادم بإذن الله تعالى نكمل بقية التعريفات مع البدء في أقسام المصطلح ..

ونسألأ الله لنا الاعانة فيما توخينا من الابانة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته