الأربعاء، أغسطس ٢٢، ٢٠٠٧

كتاب الطهارة - 1

الكتاب المعتمد في مادة الفقه هو عمدة الفقه للإمام ابن قدامة رحمه الله
يقول المؤلف -رحمه الله:-
(الحمد لله، أهل الحمد ومستحقه، حمداً يفضل كل حمد لفضل الله على خلقه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة قائم لله بحقه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم – غير مرتاب في صدقه -صلى الله عليه وعلى آله، ما جاد سحاب بودقه، وما رعد بعد برقه)
الودق يعني المطر ومنه قوله تعالى: " ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله".

هذه المقدمة الافتتاحية: وحمد الله والثناء عليه بما هو لأهله هو عادة العلماء في بدء التصنيف اقتداء بكتاب الله تعالى وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

يقول ( أما بعد هذا كتاب أحكام في الفقه اختصرته حسب الإمكان) وإنما قال: كتابُ أحكامٍ بصيغة النكرة هنا؛ ليشير إلى أنه كتاب مختصر شامل لبعض أحكام وليس كل الأحكام ,

(واقتصرت فيه على قول واحد؛ ليكون عمدة لقارئه، ولا يلتبس عليه الصواب باختلاف الوجوه والروايات) وهو كما قال وباعتبار أن ابن قدامة من علماء الحنابلة فقد اقتصر على قول واحد في المذهب الحنبلي ولكنه يخالفه أحيانا – رحمه الله - إذا تبين له قوة الدليل في رأي المخالف, قال:( ليكون عمدة لقارئه ) يعتمد عليه من يقرأه أو يتعلم منه ولم يذكر الخلاف (انظر تدوينة – مقدمة هامة وأخيرة) خشية أن يلتبس الأمر، ويشوش الذهن على المبتدئين في التعليم .

يقول: (سألني بعض أصحابنا تلخيصه) يعني أن طلابه سألوه أن يؤلف لهم هذا المختصر فأجابهم إلى ذلك (ليقرب على المتعلمين ويسهل حفظه على الطالبين، فأجبته إلى ذلك معتمداً على الله –سبحانه- في إخلاص القصد لوجهه الكريم، والمعونة على الوصول إلى رضوانه العظيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل.وأودعته أحاديث صحيحة؛ تبركاً بها، واعتماداً عليها، وجعلتها من الصحاح، لأستغني عن نسبتها إليه)

والصحيح يعني به صحيح الإمام البخارى والإمام مسلم - رحم الله الجميع , فأحاديث الكتاب كلها صحيحة والحمد لله فاستغنى بذلك عن تخريجها وعزوها إلى مصادرها.



ثم قال رحمه الله
( كتاب الطهارة، باب أحكام المياه، خلق الماء طهوراً يطهر من الأحداث والنجاسات، ولا تحصل الطهارة بمائع غيره ) .
ذكرنا في تدوينة( مقدمة – 2 ) أسباب البدء بالطهارة وباب المياه في أول باب منه.

والطهارة نوعان:
1- طهارة معنوية.
وهي طهارة القلوب من النفاق، والشرك، والمعتقدات الفاسدة وتطهير القلوب من الأمراض كالحقد، والحسد،
والبغضاء ونحوها وطهارة الجوارح من الذنوب والآثام والمعاصي.
2- طهارة حسية.
وهي موضوعنا هنا
وهي أيضا نوعان : -
1- طهارة حدث بنوعيه (الأكبر والأصغر)
2- طهارة خبث أو (نجس).

ما هو الحدث ؟

يقول الفقهاء : هو وصف قائم بالبدن يمنع الصلاة ونحوها (نحوها يعني من العبادات التي يشترط لها الطهارة).
ومعنى هذا الكلام أن الحدث ليس شيئا محسوسا ملموسا على البدن وليس نجاسة حسية ولكنه (وصف معنوي أو حالة) فمن خرج منه البول , حتى ولو غسله وتطهر منه يقال إنه محدث أى موصوف بالحدث ليس له أن يصلي ولا أن يمس المصحف ونحو ذلك, والحدث نوعان: أكبر وأصغر.

أما طهارة الخبث فهي زوال النجاسة: أي تنقيتها، زوالها من المكان الذي طرأت عليه، فإذا نُقي المكان الذي طرأت عليه النجاسة سواء بالماء، أو بغيره من المنقيات، فحينئذ نقول: هذا المكان، أو هذا الثوب، أو هذا الشيء طهر وأصبح طاهراً من النجاسة.

ما الذي يجب التطهر له؟
الذي يجب التطهر له الصلاة، والطواف، ومس المصحف،
الذي يجب التطهر منه
الحدث الأصغر، والحدث الأكبر، الأصغر بالوضوء ، والأكبر بالغسل.
والذي يجب التطهر به
هو الماء، ولا تحصل الطهارة من الحدث إلا بالماء (أو بالصعيد كما سيأتي فيما بعد

أما الطهارة من النجاسة فلا يشترط لها الماء على الصحيح
كل وسيلة تتم بها تنقية النجاسة وإزالتها، وإزالة أثرها، فإنها تحصل الطهارة بذلك .

قال المؤلف –رحمه الله ( خلق الماء طهوراً، يطهر من الأحداث والنجاسات، ولا تحصل الطهارة بمائع غيره )
والفقهاء -رحمهم الله تعالى- لهم طريقتان في تقسيم المياه :

الطريقة الأولى: تقسيم المياه إلى ثلاثة أقسام :
1- طهور .
2- وطاهر .
3- ونجس .
ودليلهم على ذلك أنهم يقولون:

إن الماء إما يكون طاهرا في نفسه مطهرا لغيره فهذا هو الطهور كما قال الله تعالى " وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به " فهو طاهر مطهر ,

وإما أن يكون طاهرا ولكنه لا يصلح للتطهير كأن يخالطه شي آخر يغير صفاته فينقلب شيئا آخر كالعصير وماء الورد والشاي ونحو ذلك فهو طاهر – يصلح للشرب مثلا – ولكنه لا يصلح للتطهير- فلا يتوضأ ولايغتسل به -

والنوع الثالث ما أصابته نجاسة فهذا هو القسم الثالث.

والطريقة الثانية:
حتى لانطيل عليكم في التدوينة القادمة ان شاء الله تعالى
وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد , والحمد لله أولا وآخرا

هناك ١٠ تعليقات:

ابن حـجـر الـعـسـقـلانـى يقول...

مجهود طيب .. أعانكم الله

إيمان الحسيني يقول...

جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم

دي صورة على قد الحال عملتها علشان أحط عليها رابط للمدرسة في مدونتي :)

http://emanhussein.jeeran.com/مدرسة-العلوم-الشرعية1.gif

عصفور المدينة يقول...

بن حجر
أحسن الله إليك تطوق أعناقنا بإحسانك وجميل حضورك

طعمة
جزاك الله خيرا شكر على التصميم وتم الاعتماد خلال دقائق
بوركت أناملك

غير معرف يقول...

بارك الله فيكم جميعا
نسأل الله لنا ولكم الاخلاص والقبول

مقدمة سهلة وبسيطة نفع الله بكم

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

جزاكم الله خيرا علي دروسكم الطيبة النافعة ونفع بكم

Aml Ghonaim يقول...

بارك الله لكم ....
وتقبل منكم ؛ وجعل هذا العمل فى ميزان حسناتكم ....

أمــانــى يقول...

جـــزاكم الله خــيرآ
وربنا يجعله فى مـــيزان حـسنــاتكم يااااااااااااااارب آمــــــــــين

حـريــة الــفـكــر والابــداع يقول...

شكرا على المجهود
من المهم ان نقول ان الطهارة لا تقتصر على طهارة البدن وظاهر الحال عموما ولكن لا بد للنفس ان تتطهر من شرورها واثامها وتكون نقية لا تبغض احدا بغير سبب قوى ولا تظلم احد -- فهناك من يدعون الطهارة فى هذا الزمان وهم خائنون لاأحب الناس لقلبهم وهم بعرفون والادهى من ذلك انهم اختارو طريق الخيانة بل كانوا سيقطعون مسافات بعيدة عن محافظاتهم لكى ياتى لفلان بمعلومة معينة عن شخص معين -- اللهم دمر كل خائن وكل فاسق مدعى فى هذا الزمن وخصوصا من كانوا ظاهرا يحملون راية الاسلام - اللهم امين

karamella يقول...

يا تري دا نقل من الكتب ولا دراسه وشرح وممكن اسال اي سؤال فقهي وتقتوني
ع العموم ف كل الاحوال مجهود تثاب عليه ان شاء الله

محمد عبد الرحمن يقول...

جزاكم الله خيرا
سهل ممتنع ما شاء الله
رجاءا لا تقطعوا الدرس فى رمضان
وفقكم الله إلى الخير