الأحد، يناير ٢٧، ٢٠٠٨

عقيدة 17

الحمد لله و صلى الله و سلم و بارك على عبده و رسوله محمد و على آله و صحبه أجمعين

قال رحمه الله تعالى

ونؤمن بأن الله تعالى يحب أولياءه وهم يحبونه {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] {فَسَوْفَ يَأْتِى اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّـبِرِينَ } [آل عمران: 146] {وَأَقْسِطُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [الحجرات: 9] {وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [البقرة: 195].


أي نؤمن بأن الله تعالى يُحِب ويُحَب فهو محبوب لأوليائه وأولياؤه محبوبون لديه ودليل ذلك قوله تعالى

قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ

ففيها إثبات المحبة لله والمحبة منه سبحانه وهذه الآية يسميها السلف آية المحنة لأنها نزلت في قوم يدعون محبة الله فإن كانوا صادقين في محبتهم فليتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم وإذا التبعوا الرسول كان الجزاء أعظم أن الله يحبهم وهذا أعظم شأنا

فإذا أحب الله عبدا

دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ إِنِّى أُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ - قَالَ - فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِى فِى السَّمَاءِ فَيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ - قَالَ - ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِى الأَرْضِ

هذه المحبة هل هي محبة حقيقية أم هي مجاز عن الإثابة؟

هي محبة حقيقية والإثابة شيء آخر بل الإثابة دليل المحبة لأن الله لا يثيب أحدا إلا حيث يحبه

ولا شك أن الله يُحِب ويُحَب بدليل هذه الآية والآية الأخرى فَسَوْفَ يَأْتِى اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ

ولا يجد أحد طعم المحبة إلا إذا أتى بسببها وهو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فكلما كان الإنسان أكثر اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر محبة لله عزوجل وهو يجد فيها لذة عظيمة وانسا بالله ونورا في القلب لا يضاهيه شيء

ودعوى الحب لله بلا تذلل ولا خوف ولارجاء ولا خشية ولا رهبة ولا خضوع دعوى كاذبه ولذا ترى من يدعي ذلك كثيرا ما يقع في معاصى الله عز و جل ويرتكبها ولا يبالي وإنما المحبة نفس وفاق العبد ربه فيحب مايحبه ويرضاه ويبغض ما يكرهه ويأباه

ويوصف الله عزوجل بالود "وهو الغفور الودود" ويوصف بالخلة "واتخذ الله إبراهيم خليلا"

ولا يوصف عزوجل بالعشق مثلا تعالى الله عن ذلك

والخلة أعلى من المحبة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا"

والمحبة هي للمؤمنين المحسنين والصابرين والمقسطين أما الخلة فلا يوصف بها إلا اثنان وهما محمد وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام. وأفضل الخلق نبينا صلى الله عليه وسلم.

يتبع من أول قوله رحمه الله

ونؤمن بأن الله تعالى يرضى ما شرعه من الأعمال والأقوال ويكره
ما نهى عنه منها {إِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِىٌّ عَنكُمْ وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر: 7]. {وَلَـكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَـعِدِينَ } [التوبة: 46].

ونؤمن بأن الله تعالى يرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات {رِّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِىَ رَبَّهُ } [البينة: 8].

هناك تعليق واحد:

http://kasperb4.blogspot.com/ يقول...

اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل قول وعمل يقربنا الى حبك

جزاكم الله خيرا ونفع بكم