مقدمة - 2

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد

الفقه هو علم يتعلق بعلاقة الانسان بربه وعلاقته بغيره من الناس فالأول هو العبادات والثاني هو المعاملات وهذان هما قسما علم الفقه .
وعندما يرتب الفقهاء كتبهم يبدأون بالعبادات أولا ثم المعاملات لأنها الأهم

وقد ورد في حديث معاذ بن جبل رضى الله لما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال له " فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله فإن هم اجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوت في اليوم والليلة فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم" متفق عليه (يعني رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما).

اتبع الفقهاء الترتيب الوارد في الحديث أما الكلام على الشهادتين فمكانه في كتب التوحيد والعقيدة

ثم بدأوا بالصلاة ثم الزكاة ثم الصيام فالحج

فيجعلون لكل ركن من الأركان كتاب مستقل فيقولون كتاب الطهارة , كتاب الصلاة , كتاب الحج وهكذا....

ثم داخل كل كتاب يضعون أبوابا فيقولون باب صلاة الجماعة , باب سجود السهو وهكذا وتحت كل باب يضعون فصول فيقسمون باب سجود السهو مثلا الى ثلاث فصول فصل سجود السهو بسبب زيادة ووبسبب نقصان و وسبب شك ونحو ذلك .....

وذلك لتسهيل الدراسة والاستيعاب ,

فيكون الترتيب هكذا : كتاب -> باب -> فصل .

وأحيانا لو كانت هناك مسألة مهمة ملحقة ببعض الأبواب أو الفصول ذكروها منفصلة بقولهم : "مسألة"

ولما كان مفتاح الصلاة الطهور ولا تصح الصلاة بغير طهور بدأوا بالطهارة فقدموها على الصلاة

لأن الله تعالى يقول " يأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم ..." الآية [المائدة:6] , فقدم الله سبحانه الوضوء عند القيام والاستعداد للصلاة .

ولما كان أصل الطهارة الحسية هو الماء بدأ الفقهاء بباب المياه في كتاب الطهارة.

في الحلقة القادمة موعدنا مع باب المياه ,

والحمد لله رب العالمين.